عام 2018 حصل أمر غريب وغير متوقع في جامعة كندية في أونتاريو خلال مراقبة فريق من علماء الأعصاب النشاط الكهربائي لدماغ مريض مسن بعد توقف قلبه وما حصل بدل نظرتهم الى الموت.
بعد إعلان الوفاة سريريًا، أي حين يتوقف القلب والدورة الدموية لاحظ العلماء أنّ دماغ المريض لم يصمت فورًا كما هو متوقع، بل استمرّ في إرسال ذبذبات كهربائية لمدة قاربت سبع دقائق. هذه الذبذبات لم تكن عشوائية، بل مشابهة تمامًا للموجات التي تنشط عندما يتذكّر الإنسان لحظاته الجميلة أو يعيش حلمًا واضحًا. في تلك الدقائق، بدا كما لو أنّ الدماغ يستعرض شريط ذكريات سريع يمرّ أمامه قبل أن ينطفئ الضوء الأخير.
لم يكن أحد يسمع أو يرى ما يجري في داخله، لكن الأجهزة سجلت موجات beta و gamma، وهي نفسها التي تنشط عند استرجاع الذاكرة أو رؤية الصور في الخيال. بعد هذه التجربة، أعيدت مراجعة مئات الحالات المسجلة في مستشفيات أوروبا وكندا. بعض العلماء في عام 2022 ربطوا النتائج بتجارب الاقتراب من الموت التي يصفها أشخاص نجوا من السكتة القلبية، إذ قالوا إنهم رأوا حياتهم تمرّ أمام أعينهم كأنها فيلم كامل.
هذه الشهادات، إلى جانب تسجيلات الموجات الدماغية، أعطت فرضية جديدة: أن الإنسان يعيش آخر ومضة من ذاته، ويدور وعيه في دائرة ذكرياته قبل أن يذوب تمامًا. أما السؤال الذي بقي بلا إجابة حتى اليوم فهو: إذا كان الدماغ يعيد عرض تلك اللحظات في صمت مطبق، فمن الذي سيتأثر بعده؟ من الذي ستصيبه “العدوى” في تلك الدقائق السبع؟ العلم لا يملك إجابة.
