تُعتبر البهارات والتوابل الطبيعية أكثر من مجرد مُنكهات للطعام، فهي قد تؤثر مباشرة على الحالة المزاجية والمشاعر من خلال تحفيز إفراز بعض الهرمونات المرتبطة بالسعادة والرضا.
هذه التأثيرات دفعت العلماء لدراسة الروابط بين الطعام والمزاج بشكل أعمق.
وفي هذا الإطار، أجريت دراسة علمية بعنوان “Spices in a Product Affect Emotions: A Study with an Extruded Snack Product”، والتي أظهرت أن استخدام خليط من التوابل مثل القرفة، الزنجبيل، جوزة الطيب، والقرنفل في المنتجات الغذائية يمكن أن يزيد من شعور المستهلكين بالرضا والسعادة.
الدراسة شملت منتجات خفيفة (وجبات سريعة مُجهزة) تحتوي على نسب مختلفة من التوابل، ووجد الباحثون أن المحتوى العالي من التوابل زاد من الإحساس بـ”الرضا” لدى المشاركين فور تناول الوجبة.
وأظهرت التجربة السريرية أن أصناف تحتوي على 4٪ من خليط التوابل قد زادت من السعة الكلية لمضادات الأكسدة في الدم، ما قد يفسّر جزءًا من تأثيرها العاطفي.
وتأثير التوابل على المشاعر لا يبدو مرتبطًا بتغير كبير في مستوى السكر في الدم، مما يدل على أن “الإحساس بالرضا” ليس فقط نتيجة طاقة إضافية من الطعام.
توابل أخرى وتأثيرها على الدماغ:
-يحتوي الكركم على مركب الكركمين المعروف بخصائصه المضادة للالتهاب، وقد أظهرت بعض الأبحاث أنه قد يساهم في دعم المزاج وتحسين وظائف الدماغ.
-الزعفران هو توابل أُشير إليها في دراسات سابقة بكونها قادرة على التأثير إيجابيًا في الحالة المزاجية، ويُطلق عليها أحيانًا “توابل السعادة”.
-بعض الأعشاب والتوابل ومنها الشاي الأخضر والزنجبيل يمكن أن تدعم إفراز مركّبات عصبية منها الدوبامين والسيروتونين.
على الرغم من أن التوابل قد يكون لها تأثير إيجابي على المشاعر، إلا أن بعض الأطباء يحذّرون من المبالغة في وصف تأثيراتها، خاصةً عندما يُروج لها كمكملات جلب “السعادة” فقط من خلال الطعام.
ومن المهم أن تكون التوابل جزءًا من نظام غذائي متوازن وليس بديلاً عن العلاجات النفسية أو الأدوية عند وجود اضطرابات مزاجية.
