يعاني برشلونة الإسباني من مشاكل مالية معروفة، مما اضطر النادي الكتالوني في الأعوام الأخيرة للاعتماد بشكل كبير على أكاديمية للشباب لتأمين لاعبين مناسبين للفريق الأول.
في حين أن الجناح النجم لامين يامال الذي يبدو أنه يسير على خطى الأرجنتيني الأسطورة ليونيل ميسي، يجذب معظم الأضواء، فإن خريج آخر من أكاديمية لا ماسيا يثبت أنه لا يقل أهمية وهو فيرمين لوبيز.
يثبت اللاعب البالغ من العمر 22 عاما نفسه كلاعب أساسي في تشكيلة المدرب الألماني هانز فليك، على الرغم من أنه لا يزال اسما بعيدا عن هالة النجومية خارج إسبانيا.
يعرف تشيلسي الإنكليزي الكثير عن فيرمين، إذ تقدم بعرض بقيمة 40 مليون يورو (46 مليون دولار) لضمه في الصيف لكنه رفض من قبل إدارة النادي الكتالوني لاعتبارها أن المبلغ لا يرتقي إلى قيمة لاعبه الشاب.
يحل برشلونة الثلاثاء ضيفا على ملعب “ستامفورد بريدج” في الجولة الخامسة من المجموعة الموحدة لدوري أبطال أوروبا مع لوبيز كأحد أبرز أسلحته الهجومية، في مسعاه لتحقيق فوزه الثالث والدخول في المراكز الثمانية الأولى المؤهلة مباشرة إلى ثمن النهائي، على غرار مضيفه اللندني الذي يتخلف عنه بفارق الأهداف فقط في المركز الثاني عشر.
كان فليك حريصا على الاحتفاظ بلوبيز، بينما كان برشلونة مستعدا لبيعه بالسعر المناسب، وهو ما لم يصل إليه تشيلسي.
قال فليك في آب/أغسطس “أنا مقتنع بأنه سيبقى، لكن في النهاية لا أعرف ما سيحدث. علينا الانتظار. أنا سعيد حقا عندما يغلق السوق”. وقد حصل في النهاية على ما يريد.
انضم لوبيز إلى برشلونة عندما كان في الثالثة عشرة من عمره وكان يرغب بشدة في البقاء، لأنه “يعيش من أجل برشلونة، يحب برشلونة” بحسب تقدير مدربه الألماني.
يجب على فليك أن يشكر سلفه تشافي هرنانديز على المساعدة في انضمام لوبيز إلى الفريق الأول.
ففي صيف 2023، استدعى تشافي اللاعب الشاب إلى الفريق الأول خلال فترة الاستعداد للموسم الجديد، وسجل هدفا ضد ريال مدريد في مباراة ودية، مما ساعده على البقاء في خطط المدرب لموسم 2023-2024.
لعب لوبيز أيضا 46 مباراة مع فليك الموسم الماضي حيث فاز برشلونة بالثلاثية المحلية، على الرغم من أنه كان غالبا كبديل.
في بداية هذا الموسم، اتخذ لاعب الوسط خطوة أخرى إلى الأمام وتفوق على داني أولمو في مركز الرقم 10 عندما أتيحت له الفرصة.
مع إصابة خافي وعدم قدرته على استعادة أفضل مستوياته حتى قبل ذلك، يُعد لوبيز الخيار الأفضل لفليك في المضلع الثلاث لخط الوسط.
– “لديه كل شيء” –
في نظام فليك الذي يتطلب جهدا بدنيا كبيرا، يقدم لوبيز الديناميكي طاقة لا حدود لها. يضغط بشكل جيد، يتراجع، والأهم من ذلك، لديه موهبة في الوصو إلى الشباك ودائما ما يساهم في الهجوم.
قال فليك “إنه يسجل، يركض، إنه كامل تماما. لديه كل شيء، إنه ديناميكي، لديه السرعة”.
في المباريات خارج الديار، كان لوبيز غالبا اللاعب الذي يطلب منه المشجعون التوقيع على الأوتوغرافات في فندق الفريق، خلف جمال بالطبع.
سجل لوبيز سبعة أهداف وقدم أربع تمريرات حاسمة في 12 مباراة هذا الموسم في جميع المسابقات، وحقق “هاتريك” ضد أولمبياكوس اليوناني (6-1) في الجولة الثالثة من المسابقة القارية.
في التعادل 3-3 مع كلوب بروج البلجيكي، حقق لوبيز أيضا تمريرتين حاسمتين لمساعدة برشلونة على انتزاع نقطة، بينما غاب عن هزيمتهم الأوروبية الوحيدة بسبب الإصابة ضد باريس سان جيرمان الفرنسي حامل اللقب.
إذا كان لاعب الوسط الدفاعي الإكوادوري مويسيس كايسيدو جاهزا بدنيا للبدء ضد برشلونة الثلاثاء، فسيواجه لوبيز ربما أصعب اختبار له حتى الآن هذا الموسم.
ومع ذلك، عاد من فترة التوقف الدولي في حالة رائعة حيث ساعد برشلونة على سحق أتلتيك بلباو 4-0 السبت للفوز بأول مباراة لهم في ملعب “كامب نو” بحلته الجديدة.
سجل لوبيز خلال مباراته المئة مع برشلونة، وباستخدام مرونته في خط الوسط، تسبب في الخطأ الذي ارتكبه أوهان سانسيت، تاركا النادي الباسكي بعشرة لاعبين في الملعب.
موهبته في تسجيل الأهداف وقدرته على الوصول إلى منطقة الجزاء في الوقت المناسب، تُذكران بأسطورة تشيلسي السابق فرانك لامبارد.
عادة ما يلعب لوبيز في مناطق أكثر تقدما مما كان يفعل لامبارد، لكن مع إصابة بيدري، تقدم إلى الأمام بشكل أكبر في الآونة الأخيرة.
على الرغم من تحسنه وفائدته الواضحة لبرشلونة، بات لوبيز يشكل قيمة يمكن أن يستفيد منها العملاق الكتالوني.
فإذا تألق الثلاثاء في “ستامفورد بريدج”، لن يكون من المفاجئ أن يتجدد اهتمام تشيلسي باللاعب وأن يرتفع سعره أكثر.
