في مثل هذا الوقت من كل عام، يعود إسم فريدي ميركوري إلى الواجهة كواحد من أعظم الأساطير التي مرّت على تاريخ الموسيقى الحديثة.
ثلاثة عقود بعد رحيله، ما زال الصوت الذي هزّ العالم يفرض حضوره، وتظل مسيرته مثالاً على الحرية الفنية والتفرّد والجرأة.
رحل قائد فرقة Queen في 24 نوفمبر /تشرين الثاني 1991 داخل منزله “Garden Lodge” في لندن، بعد صراع طويل مع مضاعفات الإيدز اختار أن يحتفظ بتفاصيله بعيداً عن الإعلام، ورغم الألم، ظلّ ميركوري متمسكاً بالموسيقى حتى آخر أيامه، فسجّل في أسابيعه الأخيرة مقاطع صوتية استُكملت لاحقاً ضمن ألبوم Made in Heaven الذي صدر بعد وفاته بأربع سنوات، وروى شركاؤه المقرّبون أن فريدي كان يدرك أن رحلته تقترب من نهايتها، لكنه فضّل أن يغادر العالم بشروطه الخاصة، محتفظاً بكرامته ورغبته في العمل حتى اللحظة الأخيرة. وكانت كلماته الأخيرة بسيطة، بعيدة تماماً عن حجم الأسطورة التي كانها، لكنها عكست إنساناً قرر أن يستسلم للهدوء بعدما قدّم للعالم كل ما يستطيع، وبعد رحيله، اجتمع أعضاء Queen في ملعب ويمبلي عام 1992 في حفل تكريمي ضخم حضره أكثر من 70 ألف شخص، وأسّسوا “Mercury Phoenix Trust” الذي جمع منذ ذلك الحين ملايين الدولارات لدعم جهود محاربة الإيدز حول العالم.
كما دخل ميركوري قاعة مشاهير الروك عام 2001، واستمرت أعماله في حصد التكريمات، وعلى رأسها “Bohemian Rhapsody” التي تُعد اليوم إحدى أهم الأغنيات في تاريخ الموسيقى، ورغم مرور السنين، ما زالت شخصية فريدي ميركوري تشعّ بريقاً خاصاً: الرجل الذي جمع بين قوة المسرح وهشاشة الروح، بين الجرأة والإنسانية، بين الإبهار الفني والحقيقة الشخصية التي لم يكشف منها إلا قليلاً.
