يقول جون هاريس كاتب العمود بصحيفة غارديان البريطانية (Guardian) إنه لا يعتقد أنه قد مر، خلال 15 عاما من التقارير السياسية الميدانية، بمزاج عام بائس ومحبط أكثر من الحالة الموجودة في بريطانيا اليوم.
وأضاف هاريس في مقاله أنه في بلدات الأسواق وضواحيها، يعبر الناس عن الخوف والإرهاق المرتبطين في العادة بالإهمال الذي ظهر فترة ما بعد الصناعة.
وأوضح أن بعض مظالم الناس مألوفة للغاية: الأجور المنخفضة، انعدام الأمن، الشعور بالبعد اليائس عن السلطة والنفوذ، بالإضافة لمظالم أخرى ظهرت مؤخرا نسبيا مثل التضخم، مدفوعات الرهن العقاري المستحيلة، الإيجارات، الآثار التي تم التغاضي عنها للوباء.
اتساع نطاق المشاكل
وما يبدو جديدا، يقول الكاتب، هو مدى وصول هذه المشكلات إلى أجزاء من السكان ربما كانت تُعتبر في السابق غنية نسبيا، معلقا بأن كل هذا يشير إلى سؤال يبدو الآن أنه لا مفر منه: أهي سياسات الإنهاك الكامل؟
وقال هاريس إنه قضى يوما في التحدث إلى عدد كبير من الناس، وما آلمه حقا كان شعورا واسع الانتشار باليأس القاتل الذي لم يركز على السياسة، بل على استحالة الحياة اليومية.
واستمر في حديثه بأن ما يسمى التضخم الأساسي لا يزال في ارتفاع، وعلامات الاضمحلال اليومي هي الانخفاض المفاجئ بالخدمات البريدية، والحالة المتردية للمواصلات العامة، والمجالس المحلية التي تصطدم بالانهيارات المالية، وكل هذه المشاكل موجودة في كل مكان.
جوهر الكابوس
وأضاف أن بنك إنجلترا يبدو الآن أقرب إلى أن يدفع البلاد قريبا إلى الركود، في محاولة بطريقة ما لترويض الأسعار والفائدة. وتساءل هاريس إن كان هناك أي شخص يعتقد بجدية أنه بعد 15 عاما من الانهيار المالي لعام 2008، يمكن أن يكون الجمهور مقبلا على دورة أخرى؟
وختم بالقول إن جوهر الكابوس الذي ربما تنزلق إليه المملكة المتحدة هو اجتماع الخوف والقلق مع الفراغ السياسي، وقد كان هذا المزيج هو بالضبط الذي بدأ، قبل 10 سنوات، رحلة البريطانيين إلى البريكست، وهي على ما يبدو أزمات لا تنتهي.