بقلم: يورونيوز
نشرت في
أثارت الباحثة الإسرائيلية-الروسية إليزابيث تسوركوف، التي كانت محتجزة لدى كتائب حزب الله العراقية لمدة 903 أيام، جدلًا واسعًا بعد إطلاق سراحها، إثر تصريحات حادة وجهتها للصحفي الإسرائيلي أميت سيغال من قناة “القناة 12″، معتبرة أن التغطية الإعلامية الإسرائيلية حول مقتل طفلين فلسطينيين في غزة غير دقيقة.
وجاء النزاع على خلفية مقتل الطفلين فادي وجوما أبو عسي، 10 و12 عامًا، أثناء قيامهما بجمع الحطب لمساعدة والدهما المقعد شرق خان يونس في جنوب غزة، بعد أن استهدفتهما غارة جوية إسرائيلية، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن أقاربهم.
وفي تقرير القناة، أطلق الجيش الإسرائيلي وصف “المشتبه بهم” على الطفلين، ما أثار حفيظة تسوركوف التي انتقدت وصف القناة لهما، مشيرة إلى أن “القناة 12 هي الأكثر مشاهدة في إسرائيل وتمثل التيار الإعلامي الرئيسي، وما يقدمه إعلامها يحظى بمتابعة واسعة من الرأي العام”.
وقال سيغال، إن إسرائيل بذلت جهودًا كبيرة لإنقاذها من الأسر، وأضاف: “حتى أشخاص مثل تسوركوف لا يستحقون البقاء في أسر التنظيمات الإرهابية”. وردت تسوركوف: “لا أكره الدولة.. أقدّر سياساتها.. وإذا كنت تريد العيش تحت نظام يمنع النقد، فاذهب أنت إلى غزة”.
تبادل الاتهامات بين الصحفي والباحثة
تصاعدت حدة الحوار بين الطرفين، إذ اتهم سيغال تسوركوف بأنها “شخص مهووس يكره بلاده” وأن مغامراتها الشخصية كلفت إسرائيل “ثمنًا باهظًا”. فيما ردت تسوركوف بالقول: ” أنا أنتقد سياسات الدولة وأثمن نجاحاتها، لكن أي محاولة لتشويه الحقيقة أو تحريف الأحداث أمر غير مقبول”.
وبحسب تصريحاتها، فإن العملية الإسرائيلية لعبت دورًا في إطلاق سراحها، رغم أن سيغال كان قد دعا علنًا إلى عدم التدخل الإسرائيلي أثناء فترة أسرها، وهو ما أثنت عليه تسوركوف لاحقًا، معتبرة أن هؤلاء الذين خالفوا دعوة سيغال أسهموا في تحريرها.
واختطفت تسوركوف في بغداد مارس 2023 أثناء قيامها بأبحاث الدكتوراه في جامعة برينستون، وأُفرج عنها في سبتمبر 2025، بعد ضغط دبلوماسي من إدارة ترامب.
وأكدت في مقابلات صحفية، بما في ذلك مع نيويورك تايمز، أنها تعرضت للتعذيب الجسدي والنفسي الممنهج، شمل الضرب المبرح، التعليق من السقف، الصدمات الكهربائية، والإجبار على اتخاذ أوضاع جسدية مؤلمة، ما أدى إلى إصابات دائمة في الأعصاب والظهر والكتفين.
وأشارت إلى أنها “فقدت الوعي مرات عدة خلال التعذيب، لتستيقظ وتستمر عمليات التعذيب، بما في ذلك الاعتداء الجنسي في الأشهر الأولى من أسرها”.
ووصفت تجربتها بأنها “ماراثون من المعاناة النفسية والجسدية”، مؤكدة أن الميليشيا، المدعومة من إيران، تعمل بحرية كبيرة داخل العراق، وأن آلاف عناصرها يتقاضون رواتب من الحكومة العراقية.

