كتبت- سها ممدوح – وكالات: تنطلق اليوم أعمال المعرض الدوري المشترك الثامن لآثار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المتحف الوطني بالرياض، الذي يمتد خلال الفترة من 1 حتى 30 ديسمبر 2025، بمشاركة الجهات المعنية بالآثار والمتاحف في دول المجلس، بما يعكس متانة التعاون الخليجي في مجال حفظ التراث المشترك.
ويتناول المعرض مسيرة الإنسان في المنطقة عبر حقب زمنية متعاقبة، تبدأ من العصور الحجرية وقدرته على التكيّف مع بيئته، ثم التحولات الحضارية في الألف السادس قبل الميلاد، فالنهضة التقنية والمعرفية التي شهدتها الألفية الثالثة قبل الميلاد مع اكتشاف المعادن، وصولًا إلى فترة ما قبل الإسلام، وما مثّلته من تحولات ثقافية واجتماعية واقتصادية مهدت لظهور الإسلام ودور المنطقة المحوري في العالم الإسلامي.
ويقدم المعرض مجموعة واسعة من القطع الأثرية التي تشمل الأدوات الحجرية والفخارية، والنقوش والكتابات، وأعمال الفنون والعمارة، والحليّ وأدوات الاستخدام اليومي، إضافة إلى برامج يومية وأنشطة تفاعلية تستخدم تقنيات رقمية ووسائط حديثة تتيح للزوّار تجربة معرفية معاصرة تعيد تمثيل المشاهد التاريخية وتعمّق فهمهم للمسار الحضاري للجزيرة العربية.
ويأتي تنظيم المعرض ضمن جهود هيئة التراث وبالتعاون مع المتحف الوطني وهيئة المتاحف، وبشراكة إستراتيجية مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ بهدف تعزيز حضور الهوية الثقافية للمنطقة على المستويين الإقليمي والدولي، ودعم استدامة العمل الخليجي المشترك في المجال الثقافي.
وتأتي استضافة المملكة لهذا المعرض للمرة الثانية خلال العام 2025، بعد الاستضافة الأولى في العام 2009م، بما يؤكد الدور الريادي للمملكة في دعم مسارات العمل الثقافي الخليجي المشترك، وتعزيز التعاون في مجالات التراث والآثار، وإبراز الهوية الحضارية للمنطقة بما ينسجم مع توجهات رؤية 2030.

