قد تبدو لحظات النسيان، وتشتّت الإنتباه، والضبابية الذهنية أموراً عابرة ناتجة عن التعب أو الضغط اليومي، إلا أن هذه الأعراض قد تخفي أحياناً اضطراباً نادراً يُعرف بـ التهاب الدماغ المناعي الذاتي، وهو حالة يهاجم فيها جهاز المناعة الدماغ عن طريق الخطأ، مسبّباً تورماً والتهاباً يؤثران على التفكير والعواطف والذاكرة.
وفقاً لصحيفة إندبندنت، يصيب هذا المرض ما يصل إلى 14 شخصاً من كل 100 ألف سنوياً، ويمكن أن يظهر في أي عمر، وأحياناً بعد عدوى فيروسية، فيما يبقى سببه الأساسي مجهولاً في العديد من الحالات.
يبدأ الالتهاب غالباً في الجهاز الحوفي المسؤول عن تكوين الذكريات وتنظيم العواطف، ثم ينتشر عبر شبكات الدماغ، ما يؤدي إلى اضطرابات في التركيز، واللغة، واتخاذ القرارات، فضلاً عن أعراض أكثر وضوحاً مثل النوبات، وتغيّر الشخصية، والهلوسة.
تزداد صعوبة اكتشاف المرض بسبب تشابه أعراضه مع الاكتئاب، والقلق، والتعب المزمن، وحتى الخرف المبكر، كما قد تأتي فحوصات الرنين المغناطيسي طبيعية في المراحل الأولى، ما يجعل التشخيص تحدياً كبيراً. وفي بعض الحالات، تساعد فحوصات PET Scan في كشف التغيّر المبكر في نشاط الدماغ.
يؤثر المرض بشكل واضح على الحياة اليومية للمصابين، إذ يواجهون مشاكل في الذاكرة القصيرة، وسرعة المعالجة الذهنية، والتنظيم، ما يجعل المهام الروتينية مثل متابعة محادثة أو إنجاز بريد إلكتروني مرهقة ومعقّدة.
يشمل العلاج مزيجاً من الستيرويدات لتخفيف الالتهاب، والغلوبولين المناعي لتنظيم الاستجابة المناعية، إضافة إلى أدوية مضادة للنوبات عند الحاجة، وبرامج إعادة التأهيل المعرفي والدعم النفسي للتعامل مع التغييرات العاطفية والمعرفية التي يفرضها المرض.
