تحل اليوم ذكرى ميلاد الممثل المصري الراحل طلعت زكريا، أحد أبرز الوجوه الكوميدية في السينما المصرية، والذي إستطاع أن يترك بصمة خاصة بضحكته الصادقة وأدائه العفوي الذي وصل إلى قلوب الجمهور.
وُلد طلعت زكريا ونشأ في الإسكندرية، وتخرّج في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج عام 1984، حيث كانت انطلاقته الفنية من خشبة المسرح، من خلال فرقة الإسكندرية المسرحية وقصر ثقافة الحرية، قبل أن ينتقل إلى السينما.
شارك في أول أعماله السينمائية عام 1984 من خلال فيلم “حادي بادي” إلى جانب سمير غانم، دلال عبد العزيز، ونورا، لتتوالى بعدها أعماله الفنية التي تجاوزت 172 عملًا بين السينما والمسرح والتلفزيون.
قدم الراحل عددًا كبيرًا من الأفلام الناجحة، من بينها “حريم كريم”، “سيد العاطفي”، “حاحا وتفاحة”، “جاءنا البيان التالي”، و”أبو علي”، ويظل فيلم “طباخ الريس” من أشهر محطاته الفنية وأكثرها حضورًا لدى الجمهور.
على الصعيد الشخصي، تزوج طلعت زكريا مرتين، الأولى من السيدة صباح والدة نجليه عمر وإيمي، والثانية من شيرين المنزلاوي والدة الفنانة هنا الزاهد.
في سنواته الأخيرة، مر الفنان الراحل بأزمة صحية ومادية صعبة، حيث كشف نجله عمر طلعت زكريا أن والده إضطر عام 2019 إلى بيع سيارته لتوفير متطلبات الأسرة، بعد تراجع العروض الفنية بسبب حالته الصحية، مؤكدًا أن هذا القرار جاء في صمت، بدافع إحساسه بالمسؤولية وحرصه على أن يظل سندًا لأسرتها .
من جهتها، أكدت إيمي طلعت زكريا أن والدها كان يرفض تمامًا أن يساعده أبناؤه في مصاريف المنزل، وكان يُصر على تحمل الأعباء بمفرده، قائلة: “كان دايمًا شايف نفسه المسؤول عن كل حاجة، ومكنش بيفرق بينا في المعاملة”.
يبقى طلعت زكريا حاضرًا في ذاكرة الفن المصري، ليس فقط بأعماله الكوميدية، بل أيضًا بمواقفه الإنسانية التي عكست معدنًا أصيلًا وفنانًا عاش كريمًا ورحل كريمًا.
