بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
نقلت الشرطة الأسترالية المتهم بتنفيذ هجوم شاطئ بوندي، نفيد أكرم، البالغ من العمر 24 عامًا، من المستشفى إلى السجن، بعد الكشف عن وثائق جديدة تبيّن فيها أنه خضع، مع والده ساجد أكرم (50 عامًا)، لتدريبات على استخدام الأسلحة النارية في موقع غير مُعلن في منطقة ريفية، يُرجّح أنها في ولاية نيو ساوث ويلز، وذلك وفق بيان أصدره قاضٍ يوم الاثنين.
وكان نفيد أكرم قد أُصيب برصاصة في بطنه أثناء محاولة الشرطة إيقافه، وقد رفض الإدلاء بإفادته في المستشفى، بناءً على نصيحة قانونية. ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة في أبريل/نيسان المقبل.
ويأتي ذلك في أعقاب الهجوم الدموي الذي استهدف محتفلين بعيد الحانوكا اليهودي في 14 ديسمبر الماضي، وأسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة عشرات آخرين.
تفاصيل جديدة
وقد أظهرت وثيقة المحكمة صورًا مأخوذة من مقطع فيديو يظهر فيه المسلحان وهما يحملان بنادق ويتحركان بطريقة توحي بوجود تدريب تكتيكي. وجاء في الوثيقة: “يُشاهد المتهم ووالده طوال الفيديو وهما يطلقان النار من بنادق صيد ويتحركان بأسلوب تكتيكي”.
إلى جانب ذلك، تشير الوثائق إلى أن الأب وابنه ألقيا أربعة أجهزة بدائية الصنع ( ثلاث قنابل أنبوبية وقنبلة على شكل كرة تنس) على الحشد قبل لحظات من بدء إطلاق النار، إلا أن أيًا منها لم ينفجر.
وقال القاضي إن الاثنين سجّلا مقاطع فيديو عبّرا فيها عن آراء تشير إلى تبنيهما “أيديولوجيا التطرف العنيف ذات الدوافع الدينية”.
وفي أحد المقاطع، التي التُقطت أمام صورة لعلم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، أدلى الاثنان بتصريحات تدين “أفعال الصهاينة”، وهو ما اعتبرت المحكمة أنه “يلخص مبرراتهما للهجوم الإرهابي في بوندي”، خاصة وأن هناك ” أدلة على أن المتهم ووالده خططا بدقة لهذا الهجوم الإرهابي على مدى أشهر عديدة”، بحسب الوثيقة ذاتها.
الأحداث السابقة
كانت التحقيقات قد خلصت إلى أن المسلحين سافرا إلى الفلبين في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث أقاما هناك قرابة شهر ، ولم يغادرا غرفتيهما إلا نادرًا.
وتكشف الوثيقة الصادرة يوم الاثنين أن الرجلين زارا موقع هجوم شاطئ بوندي في 12 ديسمبر/كانون الأول للاستطلاع. وأظهرت كاميرات المراقبة أنهما كانا يسيران على جسر مشاة قرب متنزه آرتشر، وهو المكان الذي أطلقا منه النار على الضحايا بعد يومين.
وجاء في وثيقة المحكمة: “تزعم الشرطة أن هذا يشكل دليلًا على القيام بعملية استطلاع والتخطيط لعمل إرهابي”. وأضافت أنه في الساعات التي تلت إطلاق النار، داهمت الشرطة عنوانًا في بونيرغ، غرب مركز مدينة سيدني، حيث عثرت على هاتفين، وسلاح ناري منزلي الصنع، وقوس طويل مع 12 سهمًا، ونسخة من القرآن الكريم تحتوي على مقاطع مُظللة.
وأكدت التحقيقات أن زوجة الأب أبلغت الشرطة بأنها كانت تعتقد أن زوجها وابنه يقضيان عطلة في جنوب نيو ساوث ويلز. وأضافت أن الابن كان يتصل بها يوميًا من هاتف عمومي ليخبرها بما يخططان للقيام به في ذلك اليوم.
ألبانيزي نحو تشديد قواعد حيازة السلاح
في هذا السياق، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي إنه سيواصل العمل من أجل تشديد القوانين لمنع “جريمة مُشدّدة للتحريض على الكراهية”. وأضاف للصحفيين: “لن نسمح للإرهابيين المتأثرين بداعش بأن ينتصروا. لن نسمح لهم بتقسيم مجتمعنا، وسنتجاوز هذا معًا”.
وتابع: “بصفتي رئيسًا للوزراء، أشعر بثقل المسؤولية عن فظاعة وقعت خلال فترة ولايتي، وأنا آسف لما مرّت به الجالية اليهودية وأمتنا بأكملها”. وأردف: “ستعمل الحكومة يوميًا على حماية اليهود الأستراليين، وصون حقهم الأساسي كأستراليين في الاعتزاز بهويتهم، وممارسة شعائرهم الدينية، وتعليم أطفالهم، والانخراط في المجتمع الأسترالي بأوسع صورة ممكنة”.
وقال مسؤولون إن عدد الأسلحة النارية في الولاية يتجاوز 1.1 مليون قطعة.
كما أشارت الحكومة الفيدرالية الأسترالية إلى حزمة الإصلاحات التي ستعتمدها تشمل قوانين حيازة السلاح وخطاب الكراهية، إلى جانب مراجعة شاملة لأداء الشرطة وأجهزة الاستخبارات.
وفي السياق نفسه، استدعت حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، حيث وقع الهجوم، برلمان الولاية لمدة يومين بدءًا من الاثنين، لتمرير ما وصفته بـ”أشد إصلاحات الأسلحة صرامة في البلاد”. وقال رئيس وزراء الولاية، كريس مينز، للصحفيين: “لا يمكننا الادعاء بأن العالم هو نفسه كما كان قبل ذلك الحادث الإرهابي يوم الأحد”.
وأضاف: “أتمنى لو أعود أسبوعًا أو شهرًا أو عامين إلى الوراء لمنع ما حدث، لكن علينا التأكد من اتخاذ خطوات تضمن ألا يتكرر ذلك أبدًا”.
وبموجب القواعد الجديدة، سيُحدَّد الحد الأقصى لعدد الأسلحة التي يمكن للفرد امتلاكها بأربع قطع، أو عشر قطع للفئات المستثناة مثل المزارعين.
كما سيحظر التشريع عرض “الرموز الإرهابية”، بما في ذلك علم تنظيم داعش، الذي عُثر عليه في سيارة مرتبطة بأحد المشتبه بإطلاقهم النار. وستتمكن السلطات أيضًا من حظر الاحتجاجات لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر عقب أي حادث إرهابي.
ساعر يدعو اليهود للانتقال إلى إسرائيل
وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليهود في الدول الغربية إلى الانتقال إلى إسرائيل، هربًا مما وصفه بتصاعد معاداة السامية.
وقال ساعر، خلال فعالية عامة لإضاءة الشموع بمناسبة اليوم الأخير من عيد حانوكا: “يحق لليهود العيش بأمان في كل مكان، لكننا نرى ونفهم تمامًا ما يحدث، ولدينا تجربة تاريخية معينة. اليوم يتعرض اليهود للاضطهاد في أنحاء العالم كافة”.
وأضاف: “أدعو اليوم اليهود في إنكلترا، واليهود في فرنسا، واليهود في أستراليا، واليهود في كندا، واليهود في بلجيكا: تعالوا إلى أرض إسرائيل، عودوا إلى الديار”.

