بقلم: يورونيوز
نشرت في
في حديثه مع موقع “واي نت” العبري بمناسبة مرور خمس سنوات على تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، أشاد المحامي خالد الفتاوي بـ”متانة الشراكة رغم التحديات الإقليمية”، مشيراً إلى دور الاتفاقية في تعزيز النمو الاقتصادي وحماية التراث اليهودي وإرساء رؤية مشتركة للتعاون عبر أفريقيا.
واعتبر الفتاوي أن اتفاقية التطبيع التي وُقعت في ديسمبر 2020 “لم تكن بداية العلاقات بين الدولتين، بل استمراراً لعلاقات موجودة سابقاً لكنها لم تكن رسمية”.
وأضاف أن مكانة المغرب الدولية تعززت منذ ذلك المنعطف، مع نمو اقتصادي في قطاعات السياحة والحرف اليدوية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا، لافتاً إلى أن “مشاريع الطاقة الشمسية والابتكار حظيت بزخم خاص”.
من جهة أخرى، رفض الفتاوي الادعاءات بأن التوترات الإقليمية أضعفت الاتفاق، مؤكداً أن الرباط ستظل قوة استقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتابع: “المغرب مستقر ويتطور باستمرار. اليوم المغرب هو قلب أفريقيا. معاً، يمكن للمغرب وإسرائيل أن يحققا الكثير من الخير لأفريقيا والعالم”.
الجالية اليهودية في مراكش
كما شدد الفتاوي على أن اليهود “جزء لا يتجزأ من الهوية والمجتمع المغربي”. وقال: “ليست مجرد جالية، هم مغاربة. درسنا معاً، وعشنا معاً، ونحن فخورون بهم”.
وأشار إلى أن المواقع التراثية اليهودية من معابد ومقابر تحظى بحماية وترميم من الدولة المغربية، مع استمرار الاستثمار في الحفاظ على التاريخ اليهودي، بما في ذلك خطط لإنشاء متحف كبير في مناطق ذات حضور يهودي طويل.
وتابع قائلاً إن فكرة هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل في ظل التوترات الحالية غير مطروحة، مؤكداً أنه “لا وجود لفصل بين البلدين”.
وأوضح: “عندما نذهب إلى إسرائيل، لا نهاجر، نحن نعود إلى وطننا. تماماً كما يعتبر اليهود المغرب وطنهم، نعتبر إسرائيل وطننا“. ووصف المواطنين الإسرائيليين من أصل مغربي بأنهم “جسر حي” بين البلدين، وأن هويتهم المشتركة تعزز العلاقات الثنائية.
ويرتبط اليهود المغاربة بهوية مدينة مراكش، لاسيما في حي “الملاح” (المعروف اليوم بحي السلام) الذي شكل مركزاً تاريخياً لتلك الجالية في المنطقة.
وقد بلغ عدد اليهود في مراكش ذروته في أواخر الأربعينيات، حيث تجاوز الأربعين ألف نسمة، إلا أن هذه الأعداد شهدت تراجعاً ملحوظاً في العقود التالية بسبب عدة عوامل منها قيام دولة إسرائيل، وانتهاء عهد الحماية الفرنسية على المغرب، بالإضافة إلى التأثيرات الإقليمية لحربي 1967 وأكتوبر 1973.
مستقبل العلاقات
ورغم إقراره بوجود احتجاجات شعبية ضد التطبيع، خاصة في ظل ما يجري في غزة، أوضح الفتاوي لـ”واينت” أن تلك الأصوات لا تعكس موقف الشعب قائلاً: “نحن 40 مليون شخص، وإذا تظاهر 10 آلاف، فهذا ليس المغرب”. وأكد أن المغاربة ما زالوا يرحبون بالإسرائيليين، معرباً عن أمله في استئناف الرحلات المباشرة بين البلدين قريباً.
وبخصوص المستقبل، أشار الفتاوي إلى أن تل أبيب والرباط يمكن أن تلعبا دوراً رئيسياً في التنمية الإقليمية، خصوصاً في منطقة الساحل الأفريقي التي تشمل دولاً مثل مالي وبوركينا فاسو، موضحاً الفرص المتاحة للشركات الإسرائيلية في مشاريع البنية التحتية والموانئ والطرق، بالإضافة إلى التعاون في التكنولوجيا وخلق فرص العمل.
وقال: “إسرائيل رائدة في الابتكار والشركات الناشئة، ومعاً يمكننا خلق الاستقرار والسلام والتقدم لأفريقيا”. وختم حديثه بالتأكيد على أن العلاقة مع الدولة العبرية تمثل نموذجاً للتعايش والتسامح يمكن أن يكون قدوة تتجاوز المنطقة.

