يحقق العلماء في شكل نادر من الرؤية البشرية يُعرف باسم الرؤية رباعية الألوان “Tetrachromacy”، حيث قد يتمكن بعض الأشخاص ومعظمهم من النساء من إدراك ألوان غير مرئية لبقية البشر.
معظم البشر يمتلكون رؤية ثلاثية الألوان، إذ يستخدمون ثلاثة أنواع من الخلايا المخروطية في شبكية العين لرؤية الألوان، إلا أن نحو 12% من النساء يحملن متغيرًا جينيًا قد يؤدي إلى وجود خلية مخروطية رابعة، غير أن امتلاك هذه الخلية الإضافية لا يعني تلقائيًا رؤية محسّنة، ويؤكد الباحثون أن التحدي الحقيقي يكمن في معرفة ما إذا كان الدماغ يستخدم بالفعل هذه الإشارة الإضافية لإدراك ألوان جديدة.
في دراسة مفصلية أُجريت عام 2010، اختبر الباحثون 24 امرأة لديهن الاستعداد الجيني لامتلاك خلية مخروطية رابعة، ولم تتمكن سوى مشاركة واحدة من التمييز باستمرار بين ألوان بدت متطابقة للجميع، ما وفر أحد أقوى الأدلة حتى الآن على وجود رؤية رباعية الألوان الوظيفية لدى البشر.
ويعتقد العلماء أن الرؤية الرباعية الحقيقية قد تكون نادرة للغاية، أو أن العوامل البيئية وتكيّف الدماغ قد يحدّان من هذه القدرة. فالشاشات الحديثة، والإضاءة، والأصباغ كلها مصممة لتناسب الرؤية ثلاثية الألوان، ما قد يدفع الدماغ إلى تجاهل معلومات اللون الإضافية.
ولمعالجة ذلك، يعمل الباحثون حاليًا على تطوير طرق جديدة لاختبار الرؤية الرباعية. وتشمل الأدوات التجريبية طابعات تستخدم أربعة أنواع من الحبر، ونماذج لونية جديدة مصممة لتمثيل بُعد رابع للألوان، درجات لونية تبدو رمادية لمعظم الناس، لكنها قد تكون مميزة لمن يملكون رؤية رباعية الألوان.
وإذا نجحت هذه الاختبارات، فقد تؤكد أخيرًا عدد الأشخاص الذين يرون عالمًا لونيًا أكثر غنى، وتكشف عن ألوان مخفية أمام أعيننا لم يختبرها معظم البشر من قبل.
