بقلم: يورونيوز
نشرت في
تسعى روسيا لإدخال تعديلات جوهرية على أحدث خطة سلام أمريكية تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك فرض قيود أكبر على الجيش الأوكراني، بحسب ما أوردته وكالة “بلومبيرغ”.
وتعتبر موسكو أن الخطة المكوّنة من 20 بند تمثل نقطة انطلاق للمفاوضات، لكنها تفتقر إلى بنود “هامة” بالنسبة لها ولا تجيب عن العديد من التساؤلات، خاصة بشأن الضمانات ضد التوسع المستقبلي لحلف الناتو ووضع أوكرانيا في حال انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
وأكد مصدر مقرب من الكرملين أن روسيا ستدرس الخطة بهدوء قبل اتخاذ أي موقف رسمي، فيما لم يعلق الرئيس فلاديمير بوتين بعد على المقترحات الأخيرة لإنهاء “الصراع الأوروبي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن مبعوث الكرملين كيريل ديميترييف أطلع بوتين على نتائج الاجتماع مع الفريق الأمريكي في فلوريدا، وأن موسكو ستتواصل مع واشنطن قريبًا.
خلافات بين كييف وواشنطن
من جانبها، قالت كييف إن بعض الخلافات لا تزال قائمة مع واشنطن بشأن القضايا الإقليمية وإدارة محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا منذ بداية الغزو في 2022، لكنها أشارت إلى تقدم ملموس في المفاوضات.
وتشمل مطالب روسيا فرض قيود على القوات المسلحة الأوكرانية بعد الحرب وأنواع الأسلحة، وضمان وضع اللغة الروسية، بالإضافة إلى توضيح بشأن رفع العقوبات والأصول الروسية المجمدة في الغرب بمليارات الدولارات.
كما تطالب موسكو بتخلي أوكرانيا عن الأراضي في شرق دونيتسك التي لم تتمكن القوات الروسية من السيطرة عليها، وهو ما ترفضه كييف.
في المقابل، تسعى أوكرانيا لإقناع الولايات المتحدة بأن توقف روسيا الحرب على الخطوط الحالية، بينما تقترح موسكو الانسحاب من مناطق مثل دنيبروبتروفسك وميكولاييف وسومي وخاركوف، مع مطالب بانسحاب أوكرانيا من المناطق التي تسيطر عليها في دونيتسك، والتي يعتقد الأمريكيون أنه يجب تصنيفها كـ”منطقة اقتصادية حرة” أو “منزوعة السلاح”.
وصرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع بأن المحادثات تسير على ما يرام وأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق قريبًا، رغم تعثّر آمال الولايات المتحدة في إنهاء المفاوضات قبل عيد الميلاد.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أي تنازل عن الأراضي سيكون صعب التنفيذ لأنه يتطلب تعديل القانون واستفتاءً شعبيًا، لكنه تعهد بإجراء الانتخابات الرئاسية “في أسرع وقت ممكن” بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مع مراقبة من قبل وسطاء دوليين. كما ستحتفظ أوكرانيا بجيش يصل إلى 800 ألف جندي في وقت السلم، وستفعّل أي انتهاكات من روسيا لوقف إطلاق النار الضمانات الأمنية الأمريكية.
وحصلت أوكرانيا على دعم أمريكي لتحديد موعد واضح لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، والتزام بمليارات الدولارات لإعادة الإعمار بعد الحرب.
هجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا
ميدانيا، أعلنت السلطات الأوكرانية الخميس سقوط قتلى وجرحى جراء هجمات روسية استهدفت مناطق مدنية وبنى تحتية في أوديسا وخاركيف. أدى قصف موانئ ومنشآت صناعية في أوديسا إلى مقتل شخص وإصابة اثنين وإتلاف مبانٍ ومستودعات، بينما قُتل شخصان وأُصيب 13 آخرون في خاركيف نتيجة ضربات صاروخية روسية.
وفي المقابل، أعلن الجيش الأوكراني اعتراض الدفاعات الجوية 106 طائرات مسيّرة روسية، مع تمكن 22 منها من الوصول لأهدافها داخل البلاد، وإلحاق أضرار متفاوتة.
كما شنت أوكرانيا هجمات على مواقع روسية في العمق وشبه جزيرة القرم.

