بقلم: يورونيوز
نشرت في
بعدما تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي الأسبوع الماضي بالنظر في قضية الباحث الفرنسي لوران فيناتييه إذا سمحت القوانين الروسية بحلها “بصورة إيجابية”، أعلنت موسكو أنها قدمت إلى باريس “اقتراحا” يتعلق بالباحث المسجون في روسيا منذ حزيران/يونيو 2024، في خطوة دبلوماسية جاءت وسط حديث متجدد عن ضرورة استئناف الحوار بين الكرملين والإليزيه.
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إن “اتصالات ملائمة” جرت بين موسكو وباريس، مؤكدا أن روسيا نقلت “اقتراحا” بشأن فيناتييه إلى الجانب الفرنسي، وأضاف “الكرة الآن في ملعب فرنسا”، من دون تقديم تفاصيل إضافية، معتبرا أن الملف “شديد الحساسية”.
في المقابل، امتنعت وزارة الخارجية الفرنسية عن التعليق ردا على استفسار بهذا الشأن من وكالة “فرانس برس”.
وفيناتييه، البالغ 49 عاما، باحث متخصص في ملف الفضاء ما بعد الحقبة السوفياتية، وكان يعمل داخل روسيا مع مركز الحوار الإنساني، وهي منظمة سويسرية غير حكومية تنشط في الوساطة خارج القنوات الدبلوماسية الرسمية.
ترقب عائلي وحذر دبلوماسي
عائلة فيناتييه، عبر محاميها فريدريك بولو، أعربت عن أملها في الإفراج عنه خلال فترة الأعياد التي تنتهي في السابع من كانون الثاني/يناير، موعد عيد الميلاد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي.
وقال المحامي لـ”فرانس برس” إن العائلة “متفائلة بحذر”، مضيفا “لدينا ملء الثقة بالدبلوماسية الفرنسية التي تقوم بكل ما في وسعها”.
وأعرب عن أمل العائلة في أن يطرح مصير فيناتييه في أي اتصال قد يجري بين بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
بوتين: لست مطلعا على القضية
وخلال مؤتمره الصحافي السنوي الأسبوع الماضي، قال بوتين إنه “ليس مطلعا” على قضية فيناتييه، وإنه يسمع بها “للمرة الأولى”، ردا على سؤال من صحافي فرنسي.
وأضاف “أعدكم بأنني سأستوضح الأمر. وإذا توافرت أدنى فرصة لحل هذه المسألة إيجابا وإذا أجازت القوانين الروسية ذلك، فسنفعل ما في وسعنا”.
مسار قضائي
وكانت محكمة روسية قد حكمت في تشرين الأول/أكتوبر 2024 بسجن فيناتييه ثلاثة أعوام، لعدم تسجيل نفسه كـ”عميل أجنبي” أثناء جمعه “معلومات عسكرية” اعتبرت قابلة للاستخدام ضد “أمن” روسيا. وأقر المتهم بالوقائع، لكنه قال إنه لم يكن على دراية بما يتوجب عليه القيام به.
وفي آب/أغسطس، مثل فيناتييه أمام محكمة روسية لمواجهة تهم “تجسس” قد تؤدي، في حال إدانته، إلى تشديد العقوبة. وقال في حينه إنه لا يتوقع “أي أمر جيد، ولا أي أمر إيجابي”.
“سجين سياسي”
والدا فيناتييه وصفا في تصريح لـ”فرانس برس” نجلهما بأنه “سجين سياسي”، معتبرين أن روسيا تستخدمه بمثابة “بيدق” للضغط، في سياق توقيف موسكو عددا من الرعايا الأجانب منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا مطلع عام 2022، بالتوازي مع إجرائها خلال الأشهر الماضية عمليات تبادل سجناء مع الولايات المتحدة.

