أثار فيلم “الست” موجة من الجدل بعد عرضه، على خلفية ما اعتبره البعض تقديم صورة مشوهة وغير دقيقة لأم كلثوم، من خلال إبرازها بشخصية حادة وبخيلة ودائمة التعنيف لمن حولها، وهو ما دفع نشطاء إلى تداول مقطع نادر للممثلة الراحلة مديحة يسري رأوا فيه إنصافاً لسيدة الغناء العربي.
وتعرض العمل السينمائي لانتقادات واسعة بسبب مشاهد تُظهر أم كلثوم وهي تسقط على خشبة المسرح، وتدخن السجائر، وتحرص على جمع المال، إلى جانب توتر علاقتها بأسرتها، فضلاً عن إبراز مشاعر الاكتئاب والعزلة، في حين رأى آخرون أن الفيلم يقدّم جانباً إنسانياً من حياة رمز فني كبير.
وفي مقطع متداول يعود إلى مقابلة تلفزيونية، تحدثت مديحة يسري، الملقبة بـ”سمراء النيل” والتي رحلت عام 2018، عن علاقتها الطويلة بكوكب الشرق، ووصفتها بأنها صديقة عمر امتدت صداقتها لأكثر من 25 عاماً، تعرّفت خلالها على جوانب إنسانية لا يعرفها كثيرون عنها.
وأوضحت يسري أن أم كلثوم، رغم هيبتها ومكانتها الاستثنائية، كانت في تعاملها مع البسطاء أكثر تواضعاً منهم، وتتحول إلى شخصية غاية في الرقة والعذوبة، على عكس الصورة الشائعة عنها كسيدة قوية ومسيطرة. وأشارت إلى أنها اعتادت، وهي في ذروة شهرتها، أن تذهب بنفسها إلى مناطق بعيدة وأحياء فقيرة لتساند مادياً ومعنوياً من يمرض من أفراد فرقتها الموسيقية أو العاملين معها في المسرح أو في منزلها.
وأضافت أن هذه المواقف الإنسانية كانت تتم في صمت تام، دون أن تتحدث عنها أم كلثوم يوماً، سواء في ظروف الطقس القاسية أو في الأوقات العادية، وأن من كشف عنها هم الأشخاص الذين رافقوها. كما لفتت إلى أن كوكب الشرق، رغم النجاح الجماهيري الهائل الذي حققته أغانيها، كانت حريصة على معرفة آراء صديقاتها المقربات في كل عمل جديد، حتى إنهن كن، في حال تعذر حضور حفلتها الشهرية، يتوجهن بسياراتهن للوقوف أمام منزلها في الزمالك تعبيراً عن دعمهن وطمأنتها.
وختمت يسري حديثها بالإشارة إلى دقة أم كلثوم واهتمامها بالتفاصيل، موضحة أنها كانت تستعرض عشرات المناديل التي تستخدمها في حفلاتها، وتجري عشرات البروفات لاختيار الأنسب منها، مستندة إلى آراء صديقاتها حول ما يليق أكثر مع الفستان الذي ترتديه.
