حذر موقع هيل الأمريكي من أنّ الأردن سيكون الهدف التالي لإيران في مخططها التوسعي في المنطقة بعد أن تمكنت عبر أذرعها من بسط سيطرتها على العديد من العواصم العربية خلال السنوات الماضية.
جاء ذلك في مقال لـ “كينيث بولاك” المدير السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي لشؤون الخليج العربي، والمحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لشؤون منطقة الخليج العربي.
وقال بولاك الذي يعمل حالياً باحثاً في معهد “أمريكان إنتربرايز” إن إيران وأذرعها التي تطلق على نفسها “محور المقاومة” بدأت في التوسع بشكل متسارع منذ عام 2011، ولسوء الحظ، قد يكون الأردن هدفهم التالي.
وأضاف أنه كان من المفترض أن تمهد موجة ثورات “الربيع العربي” التي هزت الشرق الأوسط واكتسحت خمسة من أقوى الأنظمة الاستبدادية، الطريق أمام ديمقراطيات جديدة. لكن لسوء الحظ كان ذلك بمثابة خيبة أمل كبيرة لملايين العرب المتفائلين وللغرب، فبعد مضي أكثر من عشر سنوات، لم يتبق حتى كلمات عن التعددية في هذه الدول.
وبالمثل، فإن الانسحاب السريع لإدارة أوباما من العراق، في عام 2011 أيضاً، أفاد إيران وحدها التي استغلت بمهارة كل هذه الأحداث، حيث قام قاسم سليماني قائد ميليشيا فيلق القدس السابق بهجوم مضاد لأخذ أرضية جديدة لما أصبح بسرعة تحالفاً أكثر تماسكاً تم وضعه في مواجهة تقلص التحالف المدعوم من الولايات المتحدة مع انسحاب واشنطن بشكل متزايد من المنطقة.
في بعض الحالات، كان الانتصار عسكرياً صريحاً، وفي حالات أخرى، كانت عملية استيلاء تدريجية، تمت هندستها بواسطة الرشوة والابتزاز، والاغتيال، والفساد السياسي، وعنف الشوارع. وفي كلتا الحالتين، كانت طهران تعمل مع حلفائها على تعزيز سيطرتهم على لبنان والعراق واليمن وسوريا، وتشديد قبضتهم مع مرور كل عام.
ونتيجة لذلك، سقطت بيروت في أيدي حزب الله، وسقطت بغداد في أيدي الحشد الشعبي، وسقطت صنعاء في أيدي الحوثيين. ظلت دمشق في أيدي عائلة الأسد العلوية، على الرغم من ثورة السنة الذين يشكلون أكثر من 80٪ من سكان سوريا.
نقاط ضعف متعددة
الأردن هو الضحية التالية الواضحة في فورة التخريب الإقليمية لإيران، إذ يقع على حدود سوريا، وتمتلك إيران بالفعل أعداداً كبيرة من العسكريين وشبكة من القواعد المنتشرة، على الرغم من الجهود الإسرائيلية لمنعها من الانتشار.
كما يقع الأردن أيضاً على حدود العراق، حيث أصبحت الحكومة أكثر تنازلًا وأقل قدرة على منع إيران من فعل ما تشاء، كما تقع على الحدود الضفة الغربية، حيث تواصل جماعات الرفض الفلسطينية العنيفة مثل حماس والجهاد الإسلامي العمل بتمويل إيراني وأسلحة وتدريب ونصائح.
لذلك يمكن للعملاء والوكلاء الإيرانيين الآن التسلل إلى الأردن من جميع الاتجاهات الثلاثة.
الأردن أيضاً لديه صدوع داخلية التي تحب إيران استغلالها إذ تعاني البلاد من حوالي 3 ملايين لاجئ من العراق وسوريا والضفة الغربية، ومثل جميع اللاجئين، يتحول سلوكهم في الغالب من الكآبة إلى الغضب وهو “وسط مثالي للتجنيد” من قبل إيران وحلفائها، بحسب الكاتب.
وما يقرب من 60 بالمئة من سكان الأردن هم من الفلسطينيين، والعديد من مجموعات “المجتمع المدني” الأبرز لديهم مرتبطة بجماعات ترعاها إيران في الضفة الغربية وقطاع غزة.
في هذه الأثناء، تسبب الملك عبد الله وعائلته في نفور العديد من النخب الأردنية، حتى بين مجتمع الضفة الشرقية القوي الذي كان قاعدة سلطة النظام الملكي منذ أن نصب البريطانيون الهاشميين في السلطة بعد الحرب العالمية الأولى.
من الناحية الاقتصادية، نجا الأردن الذي يعتمد بشكل مزمن على لطف الغرباء – بالكاد من الأزمات. إذ لدى الأردن القليل من الأراضي الصالحة للزراعة، والموارد الطبيعية قليلة، ودائماً على شفا نفاد المياه، وبالكاد يصمد اقتصاد البلاد عاماً بعد عام، بفضل الصفقات التجارية المواتية مع إسرائيل والمساعدات من الغرب والخليج.
وحذر الكاتب من أن خسارة الأردن لصالح إيران ستأتي بنتائج كارثية بعد انتصارات الأخيرة في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
وختم مقاله بالقول إنه لا يوجد حالياً هدف تالٍ أفضل لإيران من الأردن وقد أدرك الجيش والمخابرات الإسرائيلية هذا الشيء بالفعل، من الأفضل أن تفعل الولايات المتحدة ذات الشيء أيضاً.