أدانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عرقلة روسيا تمديد الآلية الأممية لإدخال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، فيما حذّر الأمين العام الأمم المتحدة وأكثر من مئة منظمة إغاثية من عواقب عرقلة المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين في شمال غرب سوريا.
جاء ذلك عقب استخدام روسيا الفيتو ضد مشروع غربي معدل لتمديد الآلية 9 أشهر، قبل أن يفشل مقترحها لتمديدها فقط لمدة 6 أشهر في نيل الأصوات الكافية لتلوّح موسكو بعدها بوقف الآلية نهائياً.
وفي تغريدة له على تويتر قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش إنه من المخيب للآمال أن مجلس الأمن لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق حول تمديد التفويض للآلية أممية عبر الحدود في سوريا.
وطالب غوتيرش جميع أعضاء المجلس إلى مضاعفة جهودهم لدعم إيصال المساعدة عبر الحدود إلى الملايين المحتاجين.
تنديد أمريكي فرنسي بريطاني
من جانبها قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد بعد استخدام روسيا حق النقض “إنها لحظة حزينة للشعب السوري، ما شهدناه للتو وما شهده العالم أيضاً كان عملاً قاسياً للغاية”.
وأضافت أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع جميع أعضاء المجلس لتجديد العملية الإغاثية، وحثت روسيا على إعادة النظر في موقفها.
بدوره قال الممثل الدائم لفرنسا في الأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، إن فرنسا تأسف لأن مشروع القرار الذي قدمته سويسرا والبرازيل وأيده جميع أعضاء المجلس تقريباً لم يُعتمد بعد حق النقض الذي استخدمه الاتحاد الروسي وحده.
وأضاف أن روسيا عارضت باستمرار تمديد الآلية لمدة عام بدافع السخرية والتلاعب السياس، وأن مشروعها الذي تقترحه يوضح ذلك، إذ لا يأخذ في الحسبان الاحتياجات الإنسانية في سوريا، مذكراً إياها بأن أكثر من 90٪ من المساعدات الإنسانية لسوريا يتم تمويلها من قبل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا واليابان، بينما لا تقدم روسيا فعلياً أي مساعدات إنسانية لسوريا.
وتابع: “يعرض هذا الخيار للخطر الدعم الإنساني الدولي لسوريا ويهدد بقاء ملايين الأشخاص، في وقت تكون فيه الاحتياجات في أعلى مستوياتها منذ عام 2011.
بينما أكدت السفيرة البريطانية في الأمم المتحدة باربرا وودوارد أنه لا توجد حجة عقلانية أو أخلاقية لروسيا لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار بشأن المساعدات عبر الحدود في سوريا.
وأضافت “منذ عام 2014، قطعت روسيا شريان الحياة الإنساني هذا عاماً بعد عام، واليوم واصلت جهودها لتقييد الوصول إلى المحتاجين” مشيرة إلى ضرورة استمرار تدفق المساعدات الإنسانية وأن لا تؤخذ رهينة من قبل روسيا.
100 منظمة تُحذر
وفي سياق متصل شجبت أكثر من 100 منظمة سورية ودولية في بيان مشترك عرقلة روسيا تمديد الآلية الأممية لإدخال المساعدات محذرة من أن الإخفاق في تمديد العملية “يعرض ملايين الأرواح للخطر في نهاية المطاف”.
وقالت المنظمات إنها تشعر بقلق بالغ إزاء فشل مجلس الأمن في إعادة تفويض آلية وتقديم أعضاء مجلس الأمن المسائل السياسية على حياة المدنيين السوريين الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة المنقذة للحياة، 80 بالمئة منهم أطفال ونساء من جميع الأعمار.
وأضافت: “منذ وقوع الزلزال، عبرت 2700 شاحنة عبر بابا الهوى، ولذا فإن الخدمات الإنسانية الأساسية تخاطر بالتأثر بشدة بسبب عدم وجود تصاريح. قد يتراجع التقدم الحالي في مساعدة التعافي المبكر، وتتعرض الإمدادات الغذائية والرعاية الصحية وحماية الفئات الأكثر ضعفاً للخطر، وستعاني العديد من الخدمات الأخرى نتيجة لهذا القرار. في النهاية تتعرض الأرواح لخطر الضياع الذي يمكن تجنبه”.
ويوم أمس، استخدمت روسيا حق النقض ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يسعى إلى تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا من تركيا.
بينما فشل مقترحها لتمديد العملية فقط لستة أشهر في الحصول على الأصوات اللازمة ولا سيما أن يضع العملية الإغاثية في مأزق مع الحاجة إلى تمديها مجدداً في منتصف الشتاء حينما تكون الحاجة أعظمية.
وكان سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قال قبل تصويت المجلس على المقترح الروسي “في حالة عدم دعم مقترحنا، فيمكننا المضي قدماً وإغلاق الآلية العابرة للحدود”.