من الصيني إلى البيروفي، يبدو أن المطابخ على أنواعها منشترة في الدولة الخليجية الصغيرة، وهي تعكس صورة عن غنى نسيج المجتمع القطري الذي تشكّله ثقافات عديدة.
تملك قطر مطبخاً لكل ساكن فيها تقريباً، ولكل سائح. وفيما تشتهر الدولة الغنية بالغاز بالمطاعم والفنادق الفاخرة، يمكن أن تتحقق قليلاً من الأمر، فتجد جواهر صغيرة ومستورة من مطابخ العالم.
“العالم أسهل”
فمن الصيني إلى البيروفي، يبدو أن المطابخ على أنواعها منشترة في الدولة الخليجية، وهي تعكس صورة عن المجتمع القطري، وعزّز حضورها كأس العالم الأخير وازدهار التجارة وافتتاح المتاجر التي تؤمّن المكوّنات.
Jia Ni على سبيل المثال تدير مطعم Zhen العائلي، وهو يقدّم لزائريه فرصة تذوّق الأطباق التقليدية من شمال شرقي الصين.
تقول Jia Ni إن العاصمة تغيّرت كثيراً منذ افتتح والدها المطعم في West Bay قبل نحو 10 سنوات مؤكدة أنه صار من السهل العثور على متطلبات المطبخ الصيني وهو ما لم يكن ممكناً في السابق.
تشير الشابة إلى أنها وأفراد أسرتها كانوا ينقلون بعض المكوّنات معهم بالطائرة حينما يسافرون إلى الصين، ولكن ذلك أصبح من الماضي مع ازدهار التجارة.
“دولة شغوفة بالأكل”
المدوّنة المختصة في الطعام، راشيل موريس، تقول إن قطر “دولة مهووسة بالأكل وإن المطبخ القطري حالياً غني بالثقافات المتنوعة” محيلة ذلك جزئياً إلى أن المهاجرين إلى الجزيرة يريدون بشكل دائم إعادة إنتاج أكلاتهم التي يعرفونها في بلادهم.
تسلّط هذه الحلقة من قطر 365 الضوء على انتشار المطاعم الآسيوية في البلاد، من بورمية وتايلاندية وماليزية وصينية ويابانية وكورية جنوبية وتقول إن بعضها، مثل مطبع Tuk Tuk Saigon الذي يقدم أطباقاً من ثلاثة مطابخ آسيوية لم يعمل فقط على الأطباق، إنما أعاد إنتاج الأجواء برمتها، من ديكور وموسيقى إلخ.
ويمكن لأي كان تذوّق الطعام الماليزي في مطعم Mama Rozie الذي بدأت صاحبته العمل في بيتها، محضرة الطعام لأبناء جاليتها الذين جاءوا إلى قطر بدون أسرهم، منذ 1996.
ومع الدعم الذي تلقته من المهاجرين، قررت Mama Rozie التوسع وافتتاح مطعمها الذي يصعب أحياناً الحجز فيه لكثرة الوافدين عليه.
“الباربكيو الكوري”
ومن كوريا الجنوبية التي ذاع صيتها مؤخراً في مجال موسيقى البوب والمسلسلات، يبدو أن طريقة تحضير المشاوي هي التي نالت على الشهرة الأكبر في الدوحة.
ومع أنّ مطعم Yee Hwa افتتح أبوابه قبل الموجة الثقافية بسنوات، إلا أنه يعتبر من أبرز المطابخ الكورية الجنوبية، حيث من الممكن التعرف على فنّ الشواء الكوري، أو “الباربكيو الكوري” كما تسمّى بالعامية.
الشيف Seung Moon الذي يتابع ما بدأ به والداه منذ نحو عشرين عاماً، يقول إن تجربة الشواء الكوري مختلفة لأن جميع الجالسين إلى المائدة يشاركون فيها.
فاللحوم التي ترافقها غالباً أطباق ثانوية ملفوفة بالخس والخضار، تشوى وسط الجميع، ويمكن لأي شخص أن يشويها بالسرعة التي يريد وبالشكل الذي يريد.
“قطر لقمة لقمة”
تيري بوث يعمل في مجال الطاقة نهاراً، ولكنه يعمل كمدّون طعام [Food Blogger] خلال الليل ويقوم أيضاً بجولات سياحية هدفها “إخراج السياح إلى أمكنة أخرى” لتذوق أطباق من ثقافات مختلفة وأخرى.
يقول صاحب كتاب “قطر لقمة لقمة” الذي بدأ العمل كمدوّن طعام منذ نحو ثلاث سنوات إنه يقوم بذلك لأنه يشعر فعلاً بالمتعة، وإنه يشعر بالسعادة أيضاً لرؤية الآخرين فرحين.
البيرو وبولندا
في السنوات الأخيرة انتشر المطبخ البيروفي على مستوى العالم وسطع نجمه سريعاً. يمكن للمرء أن يفكر بالسيفيتشي والكينوا عندما يفكر في الأكل البيروفي ولكن ذلك ليس كل شيء.
فالدولة اللاتينية مهد البطاطا والذرة [النشويات]. وقبل القرن السادس عشر، عندما كانت البطاطا لا تزال مجهولة في الشرق، كانت تؤكل في أمريكا اللاتينية.
حالياً، تقدّر أنواعها في البيرو وحدها بنحو 3.000 نوع وبأكثر من 4.500 نوع في أمريكا اللاتينية. هذا تنوع آخر يُضاف إلى المطابخ الآسيوية في قطر، حيث أمامك الفرصة لزيارة مطعم Coya.
أما البولندية Magda Lux فهي تقول إنها افتتحت مطعم Polka في 2022 لأنها اشتاقت “لأكل الوطن” أولاً ولأنها رغبت في مشاركة الناس ثقافتها.
Lux اجتهدت أيضاً على ديكور المطعم وتقول إنها أنجزت كل شيء يدوياً، وفضلت استخدام الخشب على غيرها من المواد وهو أمر شائع في أوروبا.