أوضح مقال نشرته مجلة نيوزويك الأميركية (Newsweek) أن الدرس المستفاد من الهجوم الدامي على جنين الأسبوع الماضي يؤكد أنه لا يوجد حل عسكري للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن الهجوم برمته كان عديم الجدوى وعزز الحاجة إلى حل سياسي.
واستعرض الكاتب الفلسطيني داود خطاب -الأستاذ السابق في الصحافة بجامعة برينستون الأميركية- في المقال عدد القتلى في جنين، بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإجلاء مئات الفلسطينيين قسرا من منازلهم وتدمير أنابيب المياه التي كانت تخدم 24 ألف فلسطيني يعيشون في المنطقة والأضرار الأخرى.
إسرائيل تخلت عن أوسلو
وقال إن إسرائيل تتجاهل حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك تلك المنصوص عليها في اتفاقيات أوسلو، ولا تستطيع القيادة الفلسطينية المحبطة أن تفسر سبب عدم تدخل قوات الأمن المسلحة التي يبلغ قوامها 70 ألف عنصر لحماية شعبها ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين المشاغبين الذين أحرقوا في الأشهر الأخيرة قرى فلسطينية في مناطق خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية وأمام جنود إسرائيليين.
وأضاف أن الفلسطينيين يفهمون أنهم بحاجة إلى تنسيق أمني مع إسرائيل، ولكن كجزء من اتفاقية تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية متصلة ذات سيادة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال هذا الأسبوع إنه سيقاتل ضد الدولة الفلسطينية، ويريد لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وفريقه البقاء حتى يتمكنوا من خدمة إسرائيل.
وأكد أنه لا يبدو أن هناك من يهتم أو يقول الحقيقة البسيطة المتمثلة في أن الفلسطينيين ولا الإسرائيليين لن يروا السلام من خلال انتصار عسكري. ولا يستطيع الإسرائيليون سحق 4 ملايين فلسطيني، ولن يدفع الفلسطينيون إسرائيل إلى تغيير سياساتها من خلال أعمال المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي القوي المهيمن، والذي غالبا ما يأخذ أوامره بشكل مباشر أو غير مباشر من المستوطنين غير الشرعيين.
الهجوم على جنين لن يردع الفلسطينيين
واستمر يقول إن هجوم إسرائيل على جنين لن يردع الفلسطينيين ولن يجلب السلام، وإن الوقت قد حان لأن يتبع المجتمع الدولي أقواله بالأفعال. فلا ينبغي لأي دولة أن تنطق بعبارة “حل الدولتين” إذا لم تكن راغبة في التصرف بناء عليها، بما في ذلك الاعتراف البسيط والمهم بالجزء الفلسطيني من حل الدولتين. فبمجرد الاعتراف بفلسطين كدولة تحت الاحتلال، سيتعين عليها التفاوض بشأن العلاقات مع إسرائيل بشأن قضايا الحدود والقدس واللاجئين والمستوطنات.
وختم بأن جنين أبرزت ضرورة إنهاء الاحتلال، وأن يكون التفاوض على السلام بين دولتين ذواتي سيادة، وأن يكون ذلك على رأس جدول أعمال المجتمع الدولي.