أغلق متظاهرون غاضبون مبنى مقر فرع “حزب البعث” في مدينة شهبا شمال السويداء صباح اليوم الثلاثاء، وطردوا موظفي الحزب من المبنى، وذلك بالتزامن مع مظاهرات عارمة وعصيان مدني تعيشه المحافظة احتجاجاً على الانهيار الاقتصادي وتردّي الوضع المعيشي في البلاد.
وأفاد مراسل أورينت طه المحمود، أنّ المحتجين أغلقوا مبنى مقر الفرع في المدينة، وسط توسع رقعة المظاهرات في كافة أرجاء المحافظة مدعومة بانضمام شيوخ العقل وحركة رجال الكرامة إليها.
وأضاف أن أهالي السويداء رفعوا سقف المطالب في اليوم الثالث من المظاهرات ليطالبوا بإسقاط النظام، حيث أعرب العديد منهم عن اعتقاده أن ميليشيا أسد هي العائق الوحيد أمام وصول سوريا للديمقراطية والسبب الرئيسي في العقوبات المفروضة على الشعب السوري.
وذكر عدد من أهالي المحافظة لمراسلنا أنهم يأملون بمشاركة السوريين لهم في باقي المحافظات بالمظاهرات، سواء كانوا في مناطق سيطرة ميليشيا أسد أو خارجها.
من ناحيتها، قالت الناشطة راقية الشاعر لأورينت نت، إن إغلاق مقرات الحزب كان سابقاً من المحرمات، ويعني إغلاقها بهذا الشكل أن الأهالي وصلوا لمرحلة متقدمة في الانتفاضة على ميليشيا أسد.
وأضافت أنه تم إغلاق الدوائر الرسمية في اليومين الأول والثاني ليعاد فتحها بشكل جزئي لتخديم المواطنين في اليوم الثالث من الحراك، حيث تحرص قيادة الحراك الشعبي على حماية هذه المنشآت من السرقة والتخريب ما قد يضر بصورة المتظاهرين ويحرف الحراك عن مساره.
رجال الكرامة تنضم لشيوخ العقل
والإثنين، أعلن وفد من حركة رجال الكرامة تأييد المطالب الشعبية وموقف الشيخ حكمت الهجري في دعم المتظاهرين بالسويداء، فيما شهدت مناطق بالمحافظة قطعاً للطرقات واحتجاجات لليوم الثالث تطالب برحيل أسد.
وزار وفد من حركة رجال الكرامة دارة الشيخ حكمت الهجري بالسويداء الإثنين، وأعلن تأييده للمطالب الشعبية ولبيان الرئاسة الروحية الدرزية.
وقال أحد رجال الحركة إن ميليشيا أسد انتهجت سياسة ممنهجة عبر نشر الفساد والفوضى في السويداء، فيما يقتل أبناء الشعب السوري في البحار والكهوف والمغاور وبدول الشتات.
فيما أصدرت “الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين” بياناً قالت فيه: “أصبح أبناؤنا أذلّاء في الخارج بسبب ما يحصل في الداخل، عائلات تموت غرقاً أو في البراري بحثاً عن لقمة عيش، وفي سوابق ذلّ لم يعرفها السوري عبر التاريخ”.
وأضاف: “من حق الناس أن تصرخ وتستغيث، ومن العيب أن نرى هذا التدمير ونبقى صامتين، وليكن في وجه من يستلم موقعاً قيادياً بعض الحياء والخجل حين العجز والتقصير”.
إغلاق طرق
ولليوم الثالث على التوالي، أغلق محتجون مداخل وطرقاً تؤدي إلى عدد من المدن والبلدات في السويداء، وذلك في إطار إضراب عام وعصيان مدني تشهده المحافظة منذ أيام.
وطالب المحتجون برحيل رئيس عصابة المخدرات بشار أسد ونظامه، وسط إضرابات واعتصامات في أكثر من 40 نقطة.
ووفق “السويداء 24″، فقد أغلق محتجون اليوم الثلاثاء الطرق الرئيسية في قريتي الجنينة شمال شرق السويداء، ونجران في الريف الغربي، وكذلك في قرى سليم وعرمان وسالة وقيصما والرحا وسميع والمجيمر ومردك وبكا وعرمان والمزرعة والقريّا وحرّان، وسط انضمام قرى جديدة للحراك.
وذكرت الشبكة أن المحتجين بدؤوا بالتوافد إلى ساحة السير/الكرامة وسط مدينة السويداء، وسط دعوات لحضور واسع في ثالث أيام الإضراب العام.
وانتشرت مقاطع فيديو بشكل واسع عبر صفحة “السويداء 24” المحلية، أظهرت احتجاجات في قرى عدة في المحافظة وفي مدينة السويداء نفسها، حيث شُلّت الحركة بشكل شبه تام في كثير من شوارعها.
أوضاع مزرية
وتأتي المظاهرات المستمرة منذ أيام، احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطنين، وعدم اتخاذ حكومة ميليشيا أسد أي قرارات جدية من شأنها تخفيف معاناتهم.
والأربعاء الماضي، أعلنت حكومة ميليشيا أسد رفع أسعار الوقود عقب مرسوم يقضي بزيادة الرواتب والأجور للعاملين في القطاع العام بنسبة 100 في المئة، فيما تدهورت قيمة الليرة السورية بشكل كبير في الأشهر الأخيرة لتكسر حاجز الـ14 ألفاً أمام الدولار الأمريكي.
وكانت حركة المواصلات قد تعطلت في عدة محافظات سورية نتيجة إضراب السائقين، احتجاجاً على رفع أسعار الوقود، مطالبين بإصدار تسعيرة جديدة لأجور النقل تناسب الزيادة في أسعار المحروقات.
وسبق أن خرجت مظاهرات ضد ميليشيا أسد في قرى وبلدات المحافظتين في أوقات زمنية متفرقة، إلا أن ما ميّز مظاهرات السويداء هو رفع سقف المطالب لإسقاط النظام والتضامن مع إدلب.