يبدو أن معاناة قطاع التصنيع الألماني لازالت مستمرة، فقد تراجعت طلبيات المصانع الألمانية بأكبر قدر منذ وباء كورونا، بنسبة 10.7 بالمئة في مارس، وهو أعلى من توقعات كافة الاقتصاديين في استطلاع أجرته بلومبرغ، والذي رجح تراجعه بنسبة 2.3 بالمئة. وتجلى الركود بشكل خاص في صناعة السيارات وقطع الغيار.
ويمتلك المصنعون الألمان عدد كبير من الطلبات المتراكمة بعد اختفاء الاختناقات التي ظهرت خلال وباء كوفيد، كما تحسن أداء قطاع الخدمات مع تحسن الطلب من المستهلكين.
رالف سولفين ، الخبير الاقتصادي في كوميرز بنك، قال إنه “يبدو أن الزيادات السريعة في أسعار الفائدة حول العالم تؤثر على الطلب على السلع الصناعية الألمانية”، مضيفًا أن الإنتاج سيعاني مع تقلص الطلب على البضائع.
وقال في مذكرة للعملاء قال رالف: “ما نراه يأتي معاكسا لتوقعات الانتعاش الاقتصادي الذي بدأ يظهر في العديد من التوقعات في النصف الثاني من العام”، وأضاف “ما نراه فعليا هو على العكس من ذلك، فمخاطر الركود آخذة في الارتفاع.”
وتجنبت ألمانيا الركود خلال فصل الشتاء، على الرغم من أن ثبات الإنتاج في الربع الأول خيب آمال الاقتصاديين الذين توقعوا حدوث انتعاش.
بالأمس قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إن “الآفاق تزداد سوءاً” للمصنعين في منطقة اليورو.
يتوافق ذلك مع الاستطلاعات التي أجرتها “إس أند بي غلوبال”، التي أظهرت تسارع نشاط صناعة الخدمات في ألمانيا، بينما تباطأت المصانع وسط تراجع الطلب.
شركة “بي إم دبليو” حذّرت بدورها من أن الآفاق الاقتصادية العالمية لا تزال غير مؤكدة، ومتوترة، لتتكرر هذه المخاوف لدى مصنعين آخرين، مثل “فولكس فاغن” و”مرسيدس-بنز”.