شهدت أوروبا خلال عام 2022 عدة انتخابات غيرت نتائجها الخريطة السياسية للعديد من الدول وبالتالي القارة بأكملها.
شهدت أوروبا خلال عام 2022 عدة انتخابات غيرت نتائجها الخريطة السياسية للعديد من الدول وبالتالي القارة بأكملها.
ونستعرض لكم أهم تلك الانتخابات ونتائجها:
اليمين المتطرف يقود إيطاليا لأول مرة منذ الحرب العالمية
جاءت أهم تلك الانتخابات في إيطاليا، التي شهدت فوز اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني زعيمة حزب “أخوة إيطاليا” اليميني المتطرف برئاسة الوزراء.
وشكل الحزب ائتلافاً حكومياً مع أحزاب يمينية متطرفة أخرى مثل “رابطة الشمال” بزعامة رئيس الداخلية السابق ماتيو سالفيني و”فورتسا” إيطاليا من يمين الوسط بزعامة رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني.
وزاد هذا الائتلاف من مخاوف معاداة الاتحاد الأوروبي في إيطاليا، وهي إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي.
إلا أن ميلوني خالفت تلك المخاوف عبر تأكيد سياسة غير معادية للاتحاد بسبب “اعتماد اقتصاد إيطاليا على الصندوق الأوروبي” بحسب وصف دانييلي ألبرتاتزي أستاذ السياسة الإيطالي بجامعة ساري في بريطانيا.
بالإضافة إلى الابتعاد عن خوض معركة مع بروكسل، اتخذت ميلوني أيضا موقفا مؤيدا لحلف شمال الأطلسي ودعمت زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي لمساعدة أوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي في فبراير شباط الماضي.
فيكتور أوربان يفوز بالانتخابات الرابعة على التوالي في المجر
حصل فيكتور أوربان على فترة رابعة قياسية كرئيس لوزراء المجر بعد فوز ساحق في الانتخابات في أبريل – نيسان الما.
وفاز حزبه اليميني الشعبوي فيديش بأكثر من ثلثي المقاعد البرلمانية.
في أول تعليق له بعد الانتخابات، تباهى أوربان “بأننا فزنا بانتصار كبير للغاية بحيث يمكنك رؤيته من القمر، ويمكنك بالتأكيد رؤيته من بروكسل” في إشارة إلى مقر الاتحاد الأوروبي.
هذه الطعنة في المفوضية الأوروبية هي جزء من نزاع طويل الأمد مع بودابست حول ما إذا كانت المجر في عهد في أوربان تلتزم بقيم الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستحجب إجمالي أموال التماسك في الاتحاد الأوروبي للمجر خلال الفترة ما بين عامي 2021 و2027 وهو رقم يصل إلى 22 مليار يورو.
وسيتم تجميد تلك الأصول حتى يتم استيفاء الشروط المطلوبة المتعلقة باستقلال القضاء والحريات الأكاديمية وحقوق المثليين ونظام اللجوء في المجر.
مكاسب كبيرة لليمين المتطرف في الانتخابات السويدية
احتل حزب الديمقراطيين السويديين، وهو حزب عُرف بصلاته مع حركات الفاشية وحركة النازيين الجدد في السويد خلال التسعينيات، المركز الثاني في التصويت، خلف الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
مكن هذا زعيم الحزب اليمين جيمي أوكسون من لعب دور قوي في تشكيل الحكومة اليمينية الجديدة، وعلى الرغم من أن حزبه ليس عضوا رسميا في هذا الائتلاف المكون من المعتدلين والديمقراطيين المسيحيين والليبراليين، إلا أنه لا يزال يتمتع بقوة كبيرة.
وقال لوكاس دالستروم، مراسل الإذاعة العامة الفنلندية Yle، إن الديمقراطيين السويديين يتمتعون الآن بنفوذ سياسي كبير. وأضاف أن الديمقراطيين السويديين استخدموها للتأثير على “سياسة الهجرة وكذلك إصلاحات القانون والنظام”.
يأتي ذلك وسط مخاوف في بروكسل بشأن تأثير الديمقراطيين السويديين على رئاسة ستوكهولم لمجلس الاتحاد الأوروبي اعتبارا من الأول من يناير كانون الثاني 2023.
ولاية رئاسية ثانية لماكرون في فرنسا
تلقت الأحزاب الموالية لأوروبا في فرنسا دفعة في أبريل / نيسان عندما فاز الرئيس إيمانويل ماكرون بفترة ولاية ثانية بتغلبه على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان في جولة الإعادة.
لكن حزب “النهضة” بزعامة ماكرون خسر أغلبيته البرلمانية المطلقة في الانتخابات التشريعية الفرنسية التي أجريت بعد شهرين من الاستحقاق الرئاسي.
واصل ماكرون متابعة أجندته السياسية المؤيدة لأوروبا وقاد المجتمع السياسي الأوروبي الذي يجمع دول الاتحاد ودول أخرى، لا سيما تلك التي تسعى للانضمام إلى التكتل المكون من 27 دولة.
الإطاحة برئيس الوزراء الشعبوي السابق لسلوفينيا
أُطيح برئيس الوزراء الشعبوي يانيز يانسا المؤيد لدونالد ترامب والذي اتُهم بأخذ سلوفينيا على مسار يميني مماثل للمجر بعد نتيجة انتخابات مفاجئة في أبريل نيسان.
صدم حزب ليبرالي جديد يدعى “حركة الحرية” المراقبين بفوزه بنسبة 34.5٪ من الأصوات مقابل 23.6٪ للحزب الديمقراطي السلوفيني بزعامة يانسا.
أصبح مؤسس الحزب وزعيمه روبرت غولوب رئيس وزراء سلوفينيا الجديد.
وعد غولوب بإنقاذ علاقة بلاده مع الاتحاد الأوروبي، التي تضررت بشدة بسبب تقارب يانسا لأوربان،
كجزء من أجندة غولوب التقدمية اجتماعياً، أصبحت سلوفينيا أول دولة أوروبية ما بعد الشيوعية تشرع زواج المثليين الجنسيين، في يوليو تموز الماضي.
كما دعمت سلوفينيا توسيع منطقة الحركة الحرة في الاتحاد الأوروبي لتشمل كرواتيا على الرغم من النزاع حدودي دام ثلاثة عقود بين البلدين والذي شهد سابقاً منع سلوفينيا انضمام كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي.