أحدث الممثل أحمد السقا موجة من التعاطف حين نشر صورة تجمعه بوالده المخرج صلاح السقا، مرفقة بكلمات صادقة ومؤثرة: “واحشني يا أبوصلاح.
. انده عليا وقصر”، لحظة إنسانية بامتياز، تعكس شوق ابن لوالده الغائب، بعيدًا عن الأضواء والشهرة.
لكن المفاجأة لم تكن في كلمات السقا، بل في تعليقات بعض المتابعين التي خرجت عن كل الأعراف الإنسانية، بدلاً من المواساة أو الدعاء بالرحمة للراحل، وجدنا من يسأله بسخرية: “وأنت مستعد؟” (ورد عليه السقا بكلمة “جداً”)، أو من يكتب دعاءً بالموت له، أو يكتب :”ربنا يهديك الشهره والفلوس لحست دماغك”.
ما كُتب لم يكن مجرد تعليقات عابرة، بل كان انعكاسًا مؤلمًا لانحدار بعض النفوس، بدلًا من أن يكون الحزن مساحة للتعاطف، تحوّل إلى ساحة للتنمر والسخرية والدعاء بالموت، هذه الكلمات لم تجرح السقا وحده، بل كشفت قسوة قلوب أصحابها وانعدام الرحمة في تعاملهم مع لحظة إنسانية صافية.
الفنان، مهما بلغت شهرته، يظل إنسانًا يفتقد والده ويضعف أمام الذكريات، التعامل مع المشاهير باعتبارهم آلات لا تشعر ولا يحق لها التعبير عن الألم، هو تجرد كامل من الإنسانية، الشهرة لا تخلع عن صاحبها صفة “الإبن”، ولا تحرمه من الحق في الحزن.