تعيش نقابة المهن الموسيقية المصرية واحدة من أكثر فتراتها حساسية بعد سلسلة من التطورات التي إنفجرت داخل مجلس الإدارة، ودفعت الخلافات الداخلية إلى الواجهة بعدما خرجت إلى العلن عبر بث مباشر وتصريحات متلاحقة بين أعضاء المجلس، بدأت الأزمة حين قرر النقيب مصطفى كامل نشر فيديو مباشر من أحد اجتماعات المجلس في 17 نوفمبر /تشرين الثاني، ظهر فيه محتدّاً وهو يوجه إنتقادات لاذعة لعدد من الأعضاء، متحدثاً عن تقصير إداري وخلل في متابعة الملفات الأساسية داخل النقابة، وتطرق كامل خلال الفيديو إلى قضايا مالية وإدارية إعتبرها مثيرة للقلق، منها ضعف الإيرادات في فرع بورسعيد، وغياب المضابط عن بعض الإجتماعات، إضافة إلى علامات استفهام حول عقود تأجير نادي النقابة في المنصورة مقارنة بالعائدات التي يحققها فعلياً.
، وفي سياق الهجوم نفسه، وجّه كامل ملاحظات مباشرة إلى سكرتير عام النقابة د. أحمد أبو المجد، معتبراً أن غيابه المتكرر يضر بسير العمل، ومتهماً أطرافاً داخل المجلس بمحاولة خلق أجواء من الصراع لإضعاف النقابة وزعزعة إستقرارها.
تداعيات الفيديو حرّكت المياه الراكدة، إذ خرج الفنان حلمي عبد الباقي، وكيل أول النقابة، في فيديو توضيحي للرد على التسجيل المتداول من الإجتماع، وأكد عبد الباقي أنه يؤدي مهامه بانتظام منذ سنوات طويلة، نافياً أن تكون اعتراضاته جزءاً من أي صراع داخلي، مشدداً على أنه فوجئ بتسجيل صوتي يسيء إليه شخصياً، ومعلناً رفضه السكوت عن أي تجاوز بحق اسمه أو دوره داخل النقابة.
أما الفنانة نادية مصطفى، فاختارت نشر بيان تشرح فيه موقفها من الجدل الدائر، مشيرة إلى أنها كانت قد طالبت منذ البداية بإحالة ملف الإسكان إلى النيابة العامة بعد حديث داخل النقابة عن شبهات ومخالفات في هذا الملف، مؤكدة أن هدفها الأول هو كشف الحقيقة وحماية موارد النقابة وصون سمعتها المهنية.
وتصاعدت وتيرة الأزمة مع منشور آخر لمصطفى كامل عبر صفحته ، كشف فيه عن اجتماعات مكثفة عقدها خلال الأيام الماضية مع شخصيات فنية بارزة، مؤكداً أنه يملك معلومات ووثائق بحسب تعبيره ستُحدث صدمة إذا عُرضت على الجمعية العمومية. وقال إنه واجه محاولات للتمويه وإخفاء مخالفات مالية تتعلق بتجاوزات في الصرف العلاجي لبعض الأعضاء دون قرارات رسمية، لافتاً إلى أن هذه التجاوزات تثير أسئلة حول غياب العدالة داخل النقابة، وأشار كامل أيضاً إلى وجود رسائل وردته تتحدث عن مخطط يستهدفه بشكل مباشر، قائلاً إن شخصية داخل المجلس تدير هذا المخطط عبر تحركات تكنولوجية وتمويل خارجي، بينما تُظهر أمام الجميع صورة العضو الملتزم والوفي، وأكد أنه واجه هذه الاتهامات علناً عبر بث مباشر لتوضيح ما يحدث للرأي العام داخل النقابة، وهكذا، وجدت النقابة نفسها في قلب عاصفة من الإتهامات المتبادلة والملفات المفتوحة، وسط مطالبات بالتحقيق وضرورة إعادة ترتيب البيت الداخلي، في وقت يترقب فيه أعضاء الجمعية العمومية ما ستؤول إليه هذه الأزمة التي كشفت عن حجم التوتر الكامن داخل مجلس الإدارة.
