كشفت دراسة جديدة أن فئران مانهاتن لا تكتفي بالبقاء على قيد الحياة في قلب المدينة الصاخبة، بل تدير حياة ليلية كاملة، بلغة سرّية خاصة بها!
استخدم الباحثون كاميرات حرارية وميكروفونات فوق صوتية لمراقبة هذه الكائنات في الحدائق، الأرصفة، ومحطات المترو، حيث ظهرت الفئران كظلال متوهجة تتحرك بسرعة، بينما تصاعدت “أحاديثها” لتتجاوز في بعض الأحيان صوت صفارات سيارات الإسعاف.
المفاجأة كانت أن الفئران لا تُصدر أصواتها بشكل عشوائي، بل تتحكم بنغمتها وشدتها بحسب المكان، ففي المترو، “تصرخ” تقريبًا، بينما في الحدائق، يصبح صوتها أكثر هدوءًا، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، اكتشف العلماء أن فئران نيويورك طورت لهجة محلية فريدة، و يتميّز بأصوات أقصر وأكثر حدّة مقارنةً بما لوحظ في المختبرات.
السلوك الاجتماعي لم يكن أقل إثارة. فالصغار يتجولون في مجموعات تصل إلى 20 فأرًا، يتعلمون أساليب النجاة في المدينة وكأنهم مراهقون في ساحة مطاعم.
أما الكبار، الذين يملكون ندوبًا وجسدًا ضخمًا، فيتحركون بمفردهم كأنهم حرّاس ليلية، وربما يعملون ككشّافة لبقية المستعمرة.
بعد قرون من العيش في نيويورك، تغيّرت هذه الفئران وراثيًا وتشريحيًا وحتى في نمط الأيض لديها، لتتكيف مع النفايات السريعة للمدينة. يكفيها أونصة واحدة من الطعام والماء يوميًا، وتتكاثر بوتيرة تجعل السموم بلا فعالية تُذكر.
لكن المدهش حقًا أن فهم هذا “الحياة الليلية الفئرانية” قد يساعد المدينة يومًا ما في تحسين إدارة النفايات وتصميم مبانٍ مضادة للفئران، بل وربما تطوير أجهزة ذكية “تتحدث بلغتهم” لردعهم بفعالية أكبر. حتى ذلك الحين، تظل الفئران جزءًا غير معلن من حياة نيويورك الليلية.