بعض الإشارات الجسدية خلال الليل منها التعرق الغزير من دون حرارة خارجية، أو الآلام العظمية المستمرة، أو التعب الشديد عند الاستيقاظ قد تبدو بسيطة، لكنها قد تكون مؤشرات خفية لمرض السرطان أحيانًا.
إشارة تحذير
يستيقظ بعض الأشخاص وهم مبللون بالعرق، من دون وجود حمى، أو حرارة مفرطة في الغرفة، ومن دون أي تفسير واضح. التعرق الشديد، الذي يسبب تبليل السرير ويتطلب تبديل الملابس في منتصف الليل، ليس أمراً بسيطاً. يحذر الدكتور جيرالد كيرزك، المدير الطبي لموقع “Doctissimo”، أن هذه التعرقات التي تُسمى “غزيرة”، قد تشير إلى اختلال عميق في الجسم.
تطور الخلايا السرطانية
ليست الأعراض الليلية تحذيرات دراماتيكية، بل هي إشارات متكررة يرسلها الجسم في سياق اضطراب بيولوجي. عندما تنمو الخلايا السرطانية، فإنها تغير وظيفة الجهاز المناعي، وتزيد من العمليات الالتهابية، وقد تسبب اختلالات هرمونية. وهذه الآليات تتجسد في تعرق مفرط، وآلام غير مبررة، وتعب مستمر رغم الراحة. هذه “الأصوات الخلفية” البيولوجية هي التي تجعل من الصعب تفسير العلامات الليلية للسرطان. وغالبًا ما يتم الخلط بينها وبين التوتر، والإرهاق، أو الأمراض الحميدة. ومع ذلك، فإن اليقظة المستمرة قد تساعد في تقصير الوقت بين الأعراض الأولى والتشخيص الطبي.
وفقًا لملاحظات الدكتور جيرالد كيرزك، قد ترتبط هذه الحلقات بوجود أنواع معينة من السرطان منها الأورام اللمفاوية، خصوصاً مرض هودجكين، أو بعض أنواع اللوكيميا والأورام العصبية الصماء. ولا يتعلق الأمر هنا بالتعرق العادي الناتج عن الأنفلونزا، أو انقطاع الطمث، أو موجات الحرارة الصيفية. بل هي تكرارها، شدتها، وظهورها من دون سبب محدد.
آلام العظام
أحد الأعراض الليلية المقلقة هو آلام العظام. هذه الآلام لا تستجيب للحركة أو تغيير الوضعية. وغالبًا ما تتركز في مناطق محددة منها العمود الفقري، الحوض، أو الفخذين، وتميل إلى إيقاظ الشخص في النصف الثاني من الليل. طابعها المستمر والمركّز قد يكون علامة على وجود نقائل سرطانية في العظام، أو مرض المايلوما المتعددة، أو مرة أخرى اللوكيميا.
