يبدأ بعض الأشخاص يومهم بخطوات بطيئة ومؤلمة، ليس بسبب التعب أو قلة النوم، بل بسبب وخزٍ حاد في كعب القدم يظهر فور ملامسة الأرض في الصباح.
هذا الألم، الذي قد يختفي بعد دقائق من الحركة، يبدو بسيطًا للوهلة الأولى، لكنه في الواقع من أكثر الأعراض التي تكشف عن مشاكل خفية في القدم والجهاز العضلي.
فالأطباء يشيرون إلى أن هذا الانزعاج الصباحي غالباً ما يرتبط بحالة تُعرف باسم التهاب اللفافة الأخمصية، وهي نسيج يربط الكعب بأصابع القدم ويدعم قوس القدم أثناء المشي. ومع الإرهاق، أو الأحذية غير المناسبة، أو الوزن الزائد، يبدأ هذا النسيج بالالتهاب تدريجياً، ليظهر الألم بشكل واضح بعد فترات الراحة الطويلة، خصوصاً عند الاستيقاظ.
لكن التهاب اللفافة الأخمصية ليس السبب الوحيد. فهناك حالات أخرى يمكن أن تُحدث ألماً مشابهاً أو حتى أشدّ، منها:
- شوكة الكعب العظمية: نتوء صغير من الكالسيوم يتكوّن في أسفل عظم الكعب بفعل الشدّ المستمر.
- التهاب وتر أخيل: ألم يمتد من مؤخرة الكعب إلى ربلة الساق بعد مجهود أو تمرين.
- الإجهاد الزائد: نتيجة الوقوف الطويل أو المشي على أرض صلبة دون راحة كافية.
- مشاكل المفاصل أو الأعصاب: مثل النقرس أو الالتهاب الروماتويدي أو مضاعفات السكري.
وينصح الخبراء بعدم تجاهل هذه الآلام، خاصة إذا استمرت أكثر من أسبوعين، لأنها قد تحتاج إلى تشخيص طبي دقيق لتفادي تفاقم الحالة.
وللتخفيف من الألم، يُنصح بأداء تمارين تمدد بسيطة للقدم قبل النهوض من السرير. واستخدام أحذية مريحة ذات دعم للكعب. ووضع كمادات باردة لتهدئة الالتهاب. بالإضافة إلى اللجوء إلى العلاج الطبيعي أو جلسات الموجات الصدمية في الحالات المزمنة.