شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية موجة واسعة من الجدل بعد استضافة الفنان إدوارد الممثلة عزة سعيد في برنامجه “القاهرة اليوم”، حيث اعتبر كثيرون أن الحلقة حملت طابعًا ساخرًا، وظهرت فيها الممثلة في حالة غير مستقرة أثارت قلق المتابعين وتساؤلاتهم حول حالتها النفسية.
وبينما انطلقت الانتقادات الحادة ضد البرنامج ومقدّمه معتبرين أن ما حدث استغلال لحالة إنسانية، خرج إدوارد بموقفٍ صريح ومسؤول، ليعلن حذف الحلقة ويقدّم اعتذارًا علنيًا للجمهور عبر صفحته الرسمية، مؤكدًا أن نواياه كانت صافية وأن ما جرى فاجأه أثناء البث المباشر.
هذا الموقف يسجل لإدوارد لا عليه، ففي وقت بات فيه البعض يلهث وراء المشاهدات ولو على حساب كرامة الناس، اختار إدوارد التراجع وتصحيح الخطأ بدل تجاهله، وهو بحد ذاته سلوك يُعبّر عن وعي واحترام للمشاهد والضيف معًا.
فأن يُدرك المذيع أن ما عُرض لم يكن لائقًا ويقرّر تصويبه، هو بحد ذاته تصرّف نادر ومحترم، وهذه الخطوة تعبّر عن وعي إعلامي حقيقي وشخصية تحترم مهنتها.
إدوارد بهذه الخطوة لم يدافع عن صورته فقط، بل دافع عن المعنى الحقيقي للإنسانية في الإعلام، مؤكدًا أن البرامج ليست ساحة للتندر أو الاستغلال، بل مساحة لتكريم الإنسان حتى في لحظات ضعفه.
ورغم أن الموقف لم يكن متوقعًا أو مخططًا له بل كان بثا مباشرا، إلا أن إدوارد أثبت أن احترام الناس لا يقل أهمية عن نسب المشاهدة، خاصة في وقت أصبحت فيه الإثارة والسبق الإعلامي هدفًا بحد ذاته.
هذا التصرف الذي قد يبدو بسيطًا هو في الحقيقة علامة على وعي واحترام، والشجاعة ليست في الدفاع عن الخطأ، بل في الاعتراف به وتصحيحه أمام الجميع، انطلاقا من مبدأ “الاعتراف بالخطأ فضيلة”.