أعلن فريق من معهد الجيوكيمياء والكيمياء التحليلية التابع لأكاديمية العلوم الروسية عن اكتشاف علمي مهم، يشير إلى احتمال وجود محيط ضخم من الماء السائل في أعماق قمر تيتان، أكبر أقمار كوكب زحل، إلى جانب كميات كبيرة من المواد العضوية التي قد تشكّل اللبنات الأساسية للحياة.
ونشرت وزارة التعليم والعلوم الروسية تفاصيل البحث في مجلة Solar System Research، موضحة أن النتائج المستندة إلى بيانات بعثة “كاسيني-هويجنز” التابعة لوكالة ناسا، أعادت تشكيل الفهم العلمي لبنية تيتان الداخلية.
يُعد تيتان أحد أكثر الأجرام السماوية غموضاً في النظام الشمسي، إذ يتميّز بخصائص كوكبية نادرة. فله غلاف جوي كثيف من النيتروجين والميثان، وتغطي سطحه أنهار وبحيرات وبحار من الميثان والإيثان السائلين بدل الماء، في حين تشير كثافته إلى تركيبة تتكوّن من نصف صخري ونصف جليدي.
اعتمد العلماء في دراستهم على نماذج حاسوبية متقدمة لتقدير تركيب القمر الداخلي، وكشفت النتائج عن بنية معقّدة تتألف من:
طبقة علوية ضخمة من الجليد والماء البارد تمتد مئات الكيلومترات.
طبقة وسطى مكوّنة من خليط صخري وجليدي.
نواة مركزية تحتوي على معادن وحديد.
ويرجّح الفريق أن تكون الصخور الداخلية غنية بالمواد العضوية المشابهة لتلك الموجودة في النيازك والمذنبات، ما يشير إلى أن النواة قد تكون أكبر حجماً مما كان يُعتقد سابقاً، في حين تكون الطبقات الجليدية المحيطة بها أقل سماكة، وقالت الباحثة آنا دونايفا، المشاركة في إعداد الدراسة، إن هذه النتائج “تفتح الباب أمام فرضية وجود علاقة مادية بين المذنبات وأقمار الكواكب العملاقة”، مضيفةً أن هذا التشابه في التركيب “قد يعكس خزاناً مشتركاً من المواد في المناطق الخارجية من النظام الشمسي”،ويعتقد العلماء أن الظروف الفيزيائية والكيميائية الفريدة على تيتان من غلافه الجوي الكثيف واحتوائه على مركّبات عضوية معقّدة، إلى احتمال وجود محيط دافئ تحت طبقاته الجليدية تجعله من أكثر الأجرام السماوية ترجيحاً لاحتضان أشكال من الحياة خارج الأرض.
