طور علماء صينيون في جامعة الدفاع الوطنية للتكنولوجيا مركبة “فرط صوتية متحولة” تُعد إنجازًا هندسيًا غير مسبوق، إذ يمكنها الطيران بسرعات تتجاوز ماخ 5 (أي نحو 6,174 كيلومترًا في الساعة)، وتتميز بأجنحة قابلة للطي يمكنها تغيير شكلها أثناء الطيران.
يتيح هذا التصميم المبتكر للمركبة طي الأجنحة لتقليل مقاومة الهواء وزيادة السرعة، أو تمديدها لزيادة قوة الرفع وتحسين القدرة على المناورة، وهو مستوى من التكيّف الهوائي يُعتبر منذ زمن طويل بمثابة “الكأس المقدسة” في تكنولوجيا الطيران الفرط صوتي.
قاد المشروع البروفيسور وانغ بينغ وفريقه البحثي، وتمكّنوا من تحقيق نتائج ناجحة عبر اختبارات المحاكاة المتكاملة التي استخدمت أجهزة استشعار وأنظمة تحكم حقيقية لمحاكاة ظروف الطيران الفعلية. وتغلب الفريق على تحديات معقدة في التحكم باستخدام خوارزميات متقدمة تجمع بين نمذجة الأنظمة عالية الرتبة والتحكم في الأداء المحدد مسبقًا والتحكم بالانزلاق فائق الالتواء، ما مكّن المركبة من إعادة حساب الديناميكا الهوائية في الزمن الحقيقي، حتى تحت درجات حرارة قاسية تصل إلى 2,000 درجة مئوية وضغوط هائلة.
ورغم أن للمشروع إمكانات عسكرية واضحة، مثل اختراق أنظمة الدفاع المتطورة واستهداف الأهداف المتحركة، إلا أن الباحثين يرون أيضًا تطبيقات مدنية محتملة، أبرزها تقليص زمن الرحلات الجوية حول العالم إلى ما بين ساعة وساعتين فقط.
ويؤكد هذا الاختراق العلمي التقدّم السريع الذي تحرزه الصين في مجال الأبحاث الفرط صوتية، مما يضعها في مقدمة الابتكار العالمي في تكنولوجيا الفضاء الجوي للجيل القادم.
