من “لساتني جنبي” إلى “بعد شو” و”آخر كاس” و”لا تغيب”، وصولاً إلى “سكابا” و”حرب”، قدم الفنان الأردني الأخرس مزيجاً فنياً فريداً خاطب فيه الحبيبة، وتحدث بلسان كل عاشق تأرجح بين الحب والانكسار.
أغنياته تحوّلت إلى رسائل مفتوحة تلامس الوجدان، وتُستعمل غالباً للتعبير عن مشاعر يصعب قولها، وكأنه جمع مشاعره كلها ونسجها بأغنية مع معزوفة تخترق القلب فتعصره شوقا وحنينا وإنتقاما في الوقت عينه.
رفض الأخرس أن تمر أغنياته مرور الكرام على الساحة الفنية، فصنع لنفسه مكانة متميزة بأعماله التي تحوّلت إلى “هيتات” تتصدّر الترند مع كل إصدار، لم يكتف بتحقيق انطلاقة قوية، بل أجاد المحافظة على وهجه الفني، عبر سلسلة من الأغاني التي لامست القلوب بصدقها، وإحساسها العالي، وكلماتها القادرة على ترجمة مشاعر الحب والخذلان والحنين في آنٍ واحد.
في أغنيته الأخيرة “حرب” ارتدى الأخرس درع العاشق المجروح، وهدد بـ”إشعال الحرب” على جبهة الحب، مستخدماً سلاحه الوحيد مشاعر صادقة، وألحان تخترق القلب، وبهذا يواصل الأخرس تأكيد مكانته كفنان لا يصدر أغنية إلا وتُحدث أثراً.
كما لم يكتفِ أيضاً بالتعبير عن الألم والحنين، بل ذهب أبعد من ذلك بسخريته اللاذعة من خصمه الذي تمكن من الفوز بقلب الحبيبة، مستعرضًا مشاعر الغيرة والانكسار بطريقة فنية ذكية.
يُتقن الأخرس التنوع بين الأغاني، نراه من عاشقٍ مُنكسر إلى جلاد مشاعر لا يرحم. لم يَعُد ذاك الحبيب الذي يكتفي بالحزن أو الاشتياق، بل صار يُهاجم، يُعاتب، ويُحاسب بكلماته، وكأن كل أغنية ساحة معركة عاطفية يُفرغ فيها ما تراكم من خيبات وغضب، بأسلوبه الصريح، أصبح يتقن جلد الحبيبة بالكلمات، لا بدافع القسوة، بل كردّ فعل على خيانة أو خذلان، فكل جملة تحمل سطراً من حساب، وكل لحن ينبض بانتقام أنيق يُخفي خلفه قلبًا لا يزال ينزف.
الأخرس استطاع أن يُحكم قبضته على قلوب الجمهور بأسلوبه الغنائي الفريد، فحبسهم في مزاج موسيقي لا يُشبه سواه. بنبرته الدافئة وكلماته التي تنبض بالصدق، ضرب على الوتر الحساس عند الكثيرين، وكأنّه يروي وجعهم الخاص بصوته، كل أغنية له تُشبه جلسة فضفضة صامتة بينه وبين المستمع، تُحرّك فيهم مشاعر دفينة وتوقظ في الذاكرة حكايات من الحب، الفقد، والحنين، كما يُقفلون من خلالها ملفات قصص حب عارضها القدر.
كل هذه الأغاني التي حملت قصصا ورسائل عاطفية بأسلوب لافت، لا شك أيضاً أنها صبّت في مصلحة الجمهور الذي من خلالها استمتع بأروع الأعمال الفنية.
