في عصر يتراكم فيه الحديث عن الانفتاح والتقدّم في كل مجالات الحياة، تظل الأمراض المنقولة جنسيًا تشكّل خطرًا خفيًا يهدّد الخصوبة، وغالبًا ما تتجنّبه التغطية الصحية رغم أهميته القصوى.
هل يمكن لدقيقة واحدة من الانقطاع الجنسي أن تودي بفرصة الأبوة أو الأمومة؟ الجواب : نعم.
الأمراض المنقولة جنسيًا، أو STIs/STDs، هي عدوى تنتقل عادةً عبر الاتصال الجنسي وتشمل أنواعًا بكتيرية، منها الكلاميديا والسيلان، وأخرى فيروسية ومنها الزهري، الهربس التناسلي، فيروس الـHPV، وفيروس نقص المناعة (HIV).
الكلاميديا والسيلان، مثلاً ، قد تؤدي إلى التهاب الحوض عند النساء، والذي يتسبب في ندوب أو انسداد في قناتي فالوب، ما يعيق التقاء البويضة بالحيوان المنوي، وعند الرجال، قد تُضيق العدوىُ البربخ، ما يحدّ من تدفق الحيوانات المنوية ويقلل الخصوبة وبعض الفيروسات، مثل HPV والهربس، قد تُضعف جودة الخلايا التناسلية وتزيد من خطر الأورام التناسلية مثل سرطان عنق الرحم أو الخصية، ما يؤثر تأثيراً ثانويًا على القدرة الإنجابية.
العديد من هذه الأمراض تمرّ من دون أن يدركها أحد، وهذا يُطيل فترة الالتهاب ويزيد من فرص التندّب والتدمير داخل الجهاز التناسلي، وأكثر التأثيرات ظهورًا تنحصر في فقدان القدرة على الإنجاب أو ارتفاع احتمالات الحمل خارج الرحم.