أعربت أبحاث في مجالي علم الأعصاب وعلم النفس عن قلق متزايد بشأن التأثيرات العصبية لمحتوى الفيديوهات القصيرة مثل “تيك توك” و”ريلز”، وذلك بسبب الطريقة التي تنشّط بها نظام المكافأة في الدماغ.
فكل حركة تمرير تُحفز إفراز مادة الدوبامين، مما يعزز سلوك البحث عن المكافآت الفورية ويؤدي إلى دورة مستمرة من التحفيز السريع.
وبحسب الدراسات، فإن التعرض المستمر لهذا النوع من المحتوى قد يُضعف تدريجيًا الفص الجبهي الأمامي للدماغ، وهو الجزء المسؤول عن التركيز، وضبط النفس، وتنظيم المشاعر. هذا التراجع العصبي يجعل من الصعب على الفرد الحفاظ على الانتباه عند أداء المهام التي لا توفر مكافآت فورية.
ولا تتوقف التأثيرات عند حدود التشتت فقط، إذ تشير أبحاث حول “إدمان الفيديوهات القصيرة” إلى أن الاستخدام المفرط لتلك المنصات يرتبط باتخاذ قرارات متهورة وانخفاض القدرة على تقييم العواقب طويلة الأمد. كما أظهرت تجارب علمية أن التعرض المستمر لهذا النمط السريع من المحتوى يقلل من قدرة الأفراد على تذكّر النوايا المستقبلية وتنفيذها، ما يثير المخاوف بشأن تأثيره على الذاكرة وتحديد الأهداف.
ورغم تداول ادعاء يشير إلى أن هذه الفيديوهات “أكثر ضررًا بخمس مرات من الكحول”، إلا أن هذا التصريح لا يستند إلى أبحاث علمية محكمة. ومع ذلك، يعكس هذا التشبيه القلق المتزايد حيال تأثير هذا المحتوى؛ فبينما يُحدث الكحول تغييرات جسدية في أنسجة الدماغ، فإن الفيديوهات القصيرة تعيد تشكيل دوائر الانتباه والمكافأة بطريقة خفية قد تقوّض التركيز العميق والمرونة النفسية.