انتشر في الأيام الأخيرة على منصة “تيك توك” تريند جديد يروّج لتناول الجزر الصغير قبل النوم باعتباره وصفة بسيطة لنوم هادئ وعميق، ما دفع كثيرين للتساؤل عن مدى صحة هذا الادعاء علمياً، بعيداً عن التجارب الشخصية المتداولة عبر مواقع التواصل.
يُعدّ الجزر الصغير من الأطعمة الصحية قليلة السعرات الحرارية، ويحتوي على الألياف والكربوهيدرات الطبيعية، إضافة إلى البوتاسيوم وفيتامين K والبيتا كاروتين، الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين A. هذه العناصر تلعب دوراً مهماً في دعم الصحة العامة، لكنها لا تُصنَّف علمياً ضمن الأغذية التي تساعد على النوم بشكل مباشر.
يرى مختصون في التغذية أن الربط بين الجزر والنوم يعود إلى تأثيرات غير مباشرة، أبرزها دور البوتاسيوم في دعم استرخاء العضلات والجهاز العصبي، ومساهمة الألياف في استقرار مستويات السكر في الدم، ما قد يقلل من الاستيقاظ الليلي لدى بعض الأشخاص. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن هذه الفوائد تبقى محدودة ولا تجعل من الجزر “مساعداً للنوم”.
تشير الأبحاث إلى أن جودة النوم ترتبط بالنظام الغذائي المتوازن بشكل عام، وليس بتناول طعام محدد قبل النوم. فالإكثار من الخضروات والفواكه والألياف قد ينعكس إيجاباً على النوم، في حين إن الوجبات الثقيلة أو الدسمة ليلاً غالباً ما تؤدي إلى اضطرابات في النوم.
في المقابل، تُعد بعض الأطعمة أكثر ارتباطاً بتحسين النوم، خصوصاً تلك التي تحتوي على التريبتوفان أو المغنيسيوم أو التي تدعم إنتاج هرمون الميلاتونين، مثل الحليب، الزبادي، المكسرات، الشوفان، الموز، الكيوي والكرز.
رغم عدم وجود دليل علمي يؤكد فعالية الجزر الصغير في تحسين النوم، يبقى خياراً صحياً كوجبة خفيفة مسائية، لما يوفره من فوائد غذائية، وقد يساعد على كبح الشهية وتجنب تناول الأطعمة المصنعة قبل النوم، من دون اعتباره حلاً سحرياً لمشاكل الأرق.
