المصور سام شو، الذي كوّن صداقة مع النجمة الشهيرة ماريلين مونرو في أوائل خمسينيات القرن الماضي، أصبح مصورها الشخصي غير الرسمي.
وعلى الرغم من وفاته عام 1999، اكتشفت عائلته كنزًا من الصور غير المنشورة والمراسلات بينه وبين مونرو، والتي تضمنها كتاب بعنوان “عزيزتي ماريلين: الرسائل والصور غير المرئية”.
في الكتاب، يصف شو كيف كانت لقطة فتحة المترو، التي شاركت فيها مونرو والممثل توم إيويل في فيلم The Seven Year Itch، فكرته الأصلية. ومع ذلك، فإن الصورة الثابتة التي استخدمت للإعلانات الترويجية للفيلم تم التقاطها في استوديو في لوس أنجلوس، وليس في موقع التصوير الأصلي.
يشرح شو أنه التقط صورة مشابهة قبل أكثر من عشر سنوات في حديقة ستيبليشيز في كوني آيلاند لعارضة أزياء وبحّار في وضعية قريبة جدًا من الصورة الشهيرة، وكان دائمًا يفكر في إعادة تنفيذها بشكل أكبر. وجاءت الفرصة عندما طُلب منه تصميم صورة رئيسية وشعار دعائي للفيلم.
يقول شو:”عندما قرأت سيناريو الفيلم عام 1955، عرفت أن المشهد الذي تظهر فيه ماريلين في شارع ليكسينغتون وشارع 51 هو اللحظة المحورية لأجد إعلانًا مناسبًا للفيلم”.
وطلب من الاستوديو، أثناء شرحه للفكرة، أن “يتم ترتيب تواجد عدد إضافي من رجال الشرطة للتعامل مع الحشود التي من المؤكد أنها ستتجمع”.
ويضيف شو:”مدير الإنتاج، جون غراهام، احتاج عدة أيام لترتيب الأمور اللوجستية من الحصول على إذن بإغلاق شارع ليكسينغتون وشارع 51، وحتى تجهيز فني لتشغيل آلة ريح تحت الفتحة التي ستقف عليها ماريلين، لمحاكاة مرور قطار مترو أنفاق يتسبب في رفع تنورتها”.
في 15 سبتمبر 1954، تجمّع آلاف المعجبين وأعضاء الصحافة، لكن الأمور بقيت تحت السيطرة.
يكتب شو:”كان رجال الشرطة مذهولين بأنفسهم بمشاهدة ماريلين، ونسوا تمامًا الحشد. لم يحاول أحد من الحضور تجاوز الحواجز. كانوا جميعًا منبهرين بما يشاهدونه. المخرج بيلي وايلدر والمنتج تشارلز فيلدمان كانا متحمسين لمعرفة إلى أي مدى يمكن الذهاب ضد الرقابة. كانت تلك فترة الخمسينيات المبكرة، وكانت مجموعة قومية محافظة تُعرف باسم “الفاحصين” (National Legion of Decency)، والمعروفة لدينا باسم الأنوف الزرقاء، تهيمن على الرقابة. لكن أناقة ماريلين وروحها المرحة البريئة، تحت إشراف وايلدر الحساس والذكي، جعلت المشهد ممكنًا وكان ذلك جريئًا جدًا في ذلك الوقت.”
بعد انتهاء التصوير السينمائي، جاء دور شو لالتقاط صوره.
يقول:”كان لدي الحرية الكاملة في التقاط صوري. ماريلين كانت تحب التصوير لي في هذا المشهد. وعندما وقفت أمامها مباشرة، انحنت نحوي وقالت: مرحبًا، سام سبايد.كان هذا هو لقبها لي إشارة إلى شخصية همفري بوغارت في فيلم The Maltese Falcon.”
ويضيف:”كان لدي الوقت الكافي تلك الليلة لالتقاط الصور، والنزول أيضًا إلى أسفل، في نفق المترو، لألتقط صورة للرجل الذي كان يتحكم في آلة الريح تحت الفتحة.ماريلين استمتعت بالتجربة أكثر من أي شخص حتى أكثر من الرجل الذي كان يُشغّل آلة الريح.”
الصورة نُشرت في الصحف في اليوم التالي، وأصبحت تُعرف باسم “الصورة التي رآها العالم بأسره.”
ورغم شهرتها، اضطر فريق الإنتاج لإعادة تصوير المشهد في استوديو بلوس أنجلوس لاستخدامه في الإعلان والفيلم.
يتذكر شو:”بسبب ظروف التصوير الصعبة في الموقع الخارجي بنيويورك الجماهير، الضوضاء، وما إلى ذلك اضطر المخرج وايلدر لإعادة تصوير اللقطة القريبة في الاستوديو بلوس أنجلوس، حيث يمكن التحكم في الإضاءة بدقة، وبدون آلاف المتفرجين، ومع التحكم الدقيق في الإضاءة وسرعة الرياح بفضل مدير التصوير ميلتون كراسنر.”
ويضيف:”مرة أخرى، كنت مسؤولاً عن الصور الثابتة في الاستوديو ضمن ظروف دقيقة ومدروسة. قمت بتعديل عقب السيجارة على الرصيف، والورق المتطاير، ليتوافق تمامًا مع تصوير نيويورك. وبعد الانتهاء من تصوير الاستوديو في لوس أنجلوس، ساعدني المصممان الفنيان فيكتور سيدلو وهيرمان تمبل في إنهاء الإعلان وتعديله. وقررنا جميعًا أن تكون فكرة التنورة المتطايرة هي محور الإعلان بشكل مباشر وبسيط، دون أي تصاميم مزخرفة أو حِيَل. صورة مباشرة وواضحة.”
كانت ماريلين مونرو تبلغ من العمر 29 عامًا وقت التصوير، وفي 5 آب أغسطس 1962، وُجدت متوفاة بسبب جرعة زائدة على ما يبدو، عن عمر 36 عامًا.