آدم راينر يُعد من أندر الحالات في التاريخ الطبي، فهو الشخص الوحيد المعروف الذي صُنّف خلال حياته على أنه قزم ثم عملاق.
وُلد عام 1899 في النمسا، وشكّل مساره الصحي الغريب دليلاً على الدور الحيوي للغدة النخامية في تنظيم نمو الإنسان.
في شبابه، بلغ طوله 142 سم فقط، وهو ما يندرج ضمن تعريف القزامة. وقد اعتقد الأطباء آنذاك أن السبب هو نقص في هرمون النمو نتيجة ضعف في نشاط الغدة النخامية.
لكن في بداية العشرينات من عمره، حدث تحول مذهل؛ إذ ظهرت ورم حميد في الغدة النخامية أدى إلى إفراز مفرط لهرمون النمو، فبدأ جسده بالنمو بسرعة غير طبيعية، ليصل طوله في الثلاثينات إلى أكثر من 218 سم.
تميزت حالته بسمات فريدة:
تصنيف مزدوج: بدأ كقزم، ثم تحوّل إلى عملاق بفعل الخلل الهرموني.
السبب الطبي: نقص الهرمون في البداية، ثم زيادته المفرطة لاحقًا بسبب الورم.
الآثار الجسدية: عانى من تشوهات هيكلية وآلام مفاصل وتضخم في اليدين والقدمين وملامح الوجه.
غياب التقنيات الحديثة: في زمنه، لم تكن هناك وسائل تشخيص متقدمة أو علاجات فعالة، مثل الجراحة أو الأدوية الهرمونية.
قضى راينر معظم حياته الأخيرة طريح الفراش، وتوفي عام 1950 عن عمر 51 عامًا، وبقيت قصته حالة طبية فريدة تُظهر التأثير الكبير للغدة النخامية على جسم الإنسان.