أثار فيلم “الست” للمخرِج مروان حامد وبطولة الممثلة منى زكي جدلًا واسعًا حول دقة تصويره لحياة المطربة أم كلثوم، إذ أكد مؤرخون ومتخصصون وجود ما وصفوه بـ”أخطاء فادحة” في الجوانب التاريخية والطبية للعمل، الذي احتل اهتمام الرأي العام وانقسمت حوله الآراء.
وأوضح المؤرخ أيمن الحكيم عبر صفحته أن مشهد تدريب أم كلثوم وفرقتها الموسيقية على أغنية جديدة عام 1952 أثناء بث بيان ثورة يوليو بالإذاعة غير صحيح، إذ كان البيان يُذاع صباحًا وكانت كوكب الشرق نائمة، متسائلًا عن مصدر هذه المعلومة لدى صناع الفيلم. كما انتقد تصوير الكاتب الصحفي محمد التابعي وكأنه محرر مبتدئ في عام 1944، بينما كان يشغل منصب رئيس تحرير مرموق، مؤكدًا أن الممثلين كانوا هم من يفرضون احترامهم على الصحافة.
من جانبه، أشار الطبيب والكاتب خالد منتصر إلى وجود “مغالطات طبية” بالعمل، من بينها تصوير الطبيب حسن الحفناوي كمن يعالج أم كلثوم من مشكلات المرارة والغدة الدرقية، رغم كونه أستاذًا في الجلدية وليس متخصصًا في الجهاز الهضمي أو الغدد الصماء. وانتقد منتصر المشاهد التي تتضمن نصائح خاطئة حول ضرورة جراحة الغدة الدرقية لإنجابها، موضحًا أن أم كلثوم تجاوزت الخمسين وأن التشخيص بالورم لا أساس له علميًا، إذ كانت تعاني من مرض مناعي مرتبط بفرط نشاط الغدة الدرقية.
ويثير الفيلم أيضًا جدلًا حول تصوير شخصية أم كلثوم على نحو إنساني غير مألوف، أبرزها مشاهد سقوطها على مسرح الأولمبيا في باريس عام 1967، تدخينها للسجائر بكثرة، تعاملها الحاد مع فرقتها الموسيقية، حرصها على جمع المال، وتوتر علاقتها مع والدها، ما دفع بعض النقاد إلى اتهام الفيلم بتشويه صورتها، في حين رأى آخرون أنه يكشف جانبًا إنسانيًا مختلفًا من سيرتها الذاتية.
