كشفت دراسة نُشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء (The Journal of Physiology) عن تأثير الاستهلاك المفرط للسكر على قدرة الدماغ على التعلم والتذكر.
فقد أجرى باحثون في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) تجربة على فئران تم إطعامها نظامًا غذائيًا غنيًا بالفركتوز لمدة ستة أسابيع، وتبيّن أن هذا النظام يعطل إشارات مستقبلات الإنسولين في الحُصين، وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن التعلم والذاكرة، وكانت النتيجة لافتة: حتى من دون زيادة في الوزن، أظهرت الفئران ضعفًا ملحوظًا في الذاكرة يشبه حالة مقاومة الإنسولين الدماغية.
لكن الدراسة أظهرت أيضًا جانبًا إيجابيًا، إذ وُجد أن الأحماض الدهنية أوميغا-3، وبشكل خاص DHA، قادرة على عكس الأضرار الناتجة عن السكر، فقد أعادت تنشيط إشارات الإنسولين، وأعادت تفعيل الجينات المرتبطة بالمرونة المشبكية، وخفّضت الإجهاد التأكسدي في خلايا الدماغ.
باختصار، عملت أوميغا-3 كـ منظّم أيضي يحمي الخلايا العصبية من التأثيرات الفوضوية للنظام الغذائي الغني بالسكر، ويحافظ على الآليات الجزيئية المسؤولة عن التعلم والتكيف العصبي.
السكر لا يؤثر فقط في عملية الأيض، بل يُعيد تشكيل الدماغ نفسه، بينما يمكن للدهون الصحية أن تعيد إليه حيويته وقدرته على التعلم.
