في إطار مشروع درامي جديد، ينطلق المخرج صفوان مصطفى نعمو عبر مسلسل “القيصر – لا مكان لا زمان”، الذي يستند إلى شهادات حقيقية من داخل المعتقلات السورية، ليشكّل إحدى أكثر التجارب جرأة في توثيق الانتهاكات التي شهدتها سنوات الصراع.
العمل من إنتاج شركة Power Production بإشراف أمير مصطفى نعمو، وتأليف مؤيد النابلسي بمشاركة نجيب نصير، عدنان عودة، زهير الملا ولؤي النوري. أما العمليات الفنية فتتولاها شركة رولز في أبوظبي ضمن تحضيرات دقيقة تهدف للارتقاء بالعمل ليكون واحداً من أبرز المشاريع الدرامية القادمة.
وقد انضم إلى فريق العمل النجمان سلوم حداد وصباح الجزائري. حيث يجسّد حداد شخصية ضابط رفيع المستوى برتبة لواء، شخصية تتقاطع مع واقع يعرفه السوريون، ومتهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقد علّق قائلاً: “أنا لا أتعامل مع هذا الدور كشخصية مكتوبة على الورق فحسب، بل كحقيقة مرّة عاشها السوريون على مدى سنوات. تجسيد شخصية بهذا الثقل والجدل يشكل مسؤولية أخلاقية وفنية في آن واحد. نحن لا نصنع ترفاً درامياً هنا، بل نحاول أن نحاكي واقعاً دامياً ترك ندوباً في ذاكرة الناس. لذلك فإن رهاني ليس على الأداء وحده، بل على إيصال رسالة صادقة وحقيقية، تعكس حجم الألم، وتدعو للتفكير بالوجع السوري”.
في المقابل، تؤدي صباح الجزائري شخصية أم لزوج معتقل سياسي، عاشت سنوات طويلة في محاولة تحريره، قبل أن تصطدم بنهاية مأساوية. وقالت: “هذا الدور مهم بالنسبة لي ، لأنه يضعني في مواجهة مشاعر أم سورية ربما التقيت بها أو سمعت عنها في الواقع. أردت أن أنقل وجع الانتظار، ومرارة الفقد، وألم التضحيات التي تقدمها الأمهات بصمت. ليس مجرد تمثيل لشخصية، بل هو تمثيل لصرخة أمومة غابت خلف الجدران والسجون. أرجو أن يجد هذا الأداء صداه في قلوب المشاهدين، وأن يشعروا بأن الدراما هنا لا تصطنع الحزن، بل تعكسه كما هو”.
أما المخرج صفوان مصطفى نعمو فأكد أن العمل يوازن بين البعد التوثيقي والرؤية الفنية، مشدداً على الهدف الإنساني للمسلسل: “منذ اللحظة الأولى وضعنا نصب أعيننا أن يكون المسلسل عملاً يليق بالدراما السورية والعربية، وأن يخرج من حدود الحكاية المحلية إلى فضاء الإنسانية جمعاء. نحن لا نكتفي بنقل الشهادات كما هي، بل نعيد صياغتها درامياً لتصل إلى المشاهد بصورة مؤثرة وصادقة. كل تفصيل في العمل، من النص إلى الإخراج، يخضع لرقابة دقيقة حتى لا نقع في فخ المبالغة أو الاستسهال. نريد أن يكون هذا العمل شهادة فنية وإنسانية للتاريخ، تذكّر العالم بما جرى، وتقول إن الدراما قادرة على أن تكون ضميراً حياً للشعوب”.
بهذه الرؤية، يبدو أن “القيصر – لا مكان لا زمان” يتجه ليكون تجربة نوعية في الدراما السورية والعربية، حاملاً مزيجاً من الفن والتوثيق الإنساني.