في الوقت الذي يُعتبر فيه “الاختفاء” مصدر قلق في معظم دول العالم، تبدو الأمور مختلفة تمامًا في اليابان، حيث بات بإمكان الفرد “التبخر” من حياته اليومية دون أن يلاحقه القانون.
تُعرف هذه الظاهرة باسم “جوهاتسو” (Jouhatsu)، أي “التبخر”، وهي تشير إلى أشخاص يقررون الاختفاء عن الأنظار بإرادتهم الكاملة.
تنتشر هذه الظاهرة بين عشرات الآلاف سنويًا، بحسب تقرير هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وغالبًا ما تكون الدوافع وراءها اجتماعية أو نفسية، مثل الشعور بالعار، الهروب من الديون، أو الانفصال عن بيئة عنيفة أو ضاغطة.
ولتنفيذ هذا “الاختفاء القانوني”، يلجأ البعض إلى شركات متخصصة تُدعى “يونيغي-يا” (Yonige-ya)، والتي تقدّم خدمات فريدة من نوعها تعمل بسرية كاملة:
- حزم الأمتعة ونقلها دون إثارة الانتباه.
- تأمين مكان سكن جديد بعيدًا عن الأنظار.
- محو أي آثار رقمية قد تدل على هوية الشخص.
- وأحيانًا، المساعدة في إنشاء هوية جديدة كليًا.
اللافت أن هذه العمليات تجري عادة في منتصف الليل، وتُنفذ بدقة بالغة لتجنّب الشبهات. بعض الشركات تعتمد على سيناريوهات تمويهية، كالتظاهر بأنهم عمال توصيل أو زبائن يشترون أثاثًا قديمًا.
ورغم غرابة الفكرة، إلا أن القانون الياباني لا يُجرّم هذا الفعل، طالما لا يرتبط بجريمة أو احتيال. وبهذا يصبح “التبخر” أسلوبًا مشروعًا للهروب من الحياة السابقة وبدء حياة جديدة، دون الحاجة إلى تفسير أو حتى وداع.