بعد قرابة نصف قرن على رحيل أسطورة الروك أند رول إلفيس بريسلي، لا تزال ملابسات وفاته تثير الجدل، لا سيما مع بقاء تقرير التشريح الرسمي مغلقًا حتى عام 2027.
ووفقًا لصحيفة “ميرور”، أعاد تقرير حديث تسليط الضوء على فرضية طبية تشير إلى أن وفاة بريسلي عام 1977 ربما كان يمكن تفاديها لو جرى التعامل بشكل أفضل مع حالته الصحية الخطيرة، وعلى رأسها الإمساك المزمن.
وتوفي إلفيس بريسلي في 16 آب/أغسطس 1977 عن عمر 42 عامًا، بعدما عُثر عليه ممددًا على أرضية حمام منزله في غريسلاند. وشهدت سنواته الأخيرة تدهورًا واضحًا في حالته الصحية نتيجة الإفراط في تناول الأدوية الموصوفة طبيًا، إلى جانب نظام غذائي غير صحي غني بالدهون والوجبات السريعة، ما أدى إلى زيادة كبيرة في وزنه ومعاناته من أمراض متعددة.
وبحسب تقارير طبية وشهادات لاحقة، كان بريسلي يعاني من إمساك شديد ومزمن مرتبط بتعاطي المسكنات القوية من فئة الأفيونات، وكشف التحقيق الطبي أن أمعاءه احتوت على فضلات متراكمة منذ أشهر، في مؤشر خطير على تعطل وظائف الجهاز الهضمي. كما أظهرت السجلات الطبية أنه وُصف له نحو تسعة آلاف حبة وحقنة خلال الأشهر السبعة الأخيرة من حياته.
وأوضح دان وارليك، أحد المحققين الذين حضروا عملية التشريح، أن الإجهاد الشديد أثناء محاولة التبرز قد تسبب فيما يُعرف بمناورة فالسالفا، وهي حالة تؤدي إلى اضطراب مفاجئ في ضغط الدم ونبض القلب، وقد تفضي إلى توقف القلب، خاصة لدى من يعانون من مشكلات قلبية كامنة. بدوره، أكد الطبيب جيني أوغسطين، المتخصص في طب الأسرة، أن الإمساك الناتج عن تعاطي الأفيونات قد يكون عنصرًا رئيسيًا في سلسلة الأحداث التي انتهت بوفاة إلفيس، مشيرًا إلى أن التدخل المبكر عبر تحسين الترطيب، استخدام الملينات، ومعالجة آثار الأدوية على الجهاز الهضمي، كان من الممكن أن يخفف الضغط على جسده وربما ينقذ حياته.
ورغم مرور السنوات، تبقى وفاة إلفيس بريسلي مثالًا مأساويًا على مخاطر إهمال المضاعفات الصحية المرتبطة بالأدوية ونمط الحياة، وكيف يمكن لحالات قابلة للعلاج أن تتحول إلى قاتلة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.
