مرّ الزمن سريعًا، ولم تعد الراقصة دينا كما عهدناها في سنوات شبابها التي خطفت فيها الأنظار بحركاتها الراقصة الرشيقة وليونتها.
جسد الإنسان، كما هو معروف، يتغير مع تقدم العمر، وتتبدل ملامحه وقدرته على أداء بعض الحركات التي كانت ممكنة في شبابه، وهذا الأمر ليس استثناءً في مجال الرقص، حيث تعتمد المهنة بشكل كبير على شكل الجسم المشدود والليونة والرشاقة.
في حالة دينا، التي كانت رمزًا من رموز الرقص الشرقي، نلاحظ الآن أن جسمها بدأ يفقد بعضًا من هذه المرونة، ما يؤثر على شكل أدائها وحركاتها، كما تبدل شكل جسمها، وهذه ليست نهاية لموهبتها أو تأثيرها، بل هي مرحلة طبيعية يمر بها جميع الفنانين الذين يعتمدون على أجسادهم في التعبير الفني.
تسليط الضوء على هذا الأمر لا ينتقص من قيمة دينا كراقصة طبعت في ذاكرة الفن المصري، بل يدعوها إلى إعادة تقييم مسيرتها الفنية، سواء بالابتعاد عن الأداء المباشر، أو التوجه إلى أدوار أخرى مثل التدريب والإشراف، ويمكنها أيضاً التركيز في التمثيل الذي تقدمه منذ سنوات عديدة وهي محبوبة فيه.
ففي الحياة المهنية لكل إنسان وقت ذروة ووقت تراجع، وهذا الأمر واضح جدًا مثلاً في عالم الرياضة لاعب كرة القدم لديه وقت انتهاء صلاحية يفرضها عليه الزمن، لا يمكن للاعب أن يحافظ على أعلى مستويات اللياقة والسرعة والتوازن إلى ما لا نهاية، ولهذا نجدهم يعتزلون أو ينتقلون لأدوار تدريبية أو إدارية.
وإذا بحثنا في السوشال ميديا سنرى كمية تعليقات ايجابية على دينا في التمثيل، بينما سنجد كمية تعليقات مهولة سلبية على فيديوهات حديثة تظهر فيها وهي ترقص ببدلة الرقص، وليس كل تعليق سلبي هو من أناس مرضى نفسيين بل أحيانا تكون الإنتقادات هي حقيقة على الفنان مواجهتها والوقوف عندها.
الراقصة دينا وصلت إلى مرحلة تستدعي احترام هذا التغير وتوجيه نفسها نحو ما يناسب المرحلة الجديدة، فشتان بين دينا في برنامج “جار القمر” الذي كان من إعداد سفيرة الإعلام الهادف الإعلامية هلا المر عبر شاشة “الأوربت” وبين دينا اليوم.