حقق الباحثون إنجازًا ثوريًا في مجال زراعة الأعضاء، بعد أن نجحوا في تحويل كلية من فصيلة دم A إلى الفصيلة العالمية O، وزراعتها في جسم متبرع ميت دماغيًا، في خطوة واعدة نحو حل أزمة النقص العالمي في الأعضاء.
وفي دراسة نُشرت في مجلة Nature Biomedical Engineering، استخدم العلماء علاجًا إنزيميًا خاصًا لإزالة العلامات المرتبطة بفصيلة الدم (المستضدات) التي تؤدي عادةً إلى رفض الجهاز المناعي للعضو المزروع. هذه التقنية حولت الكلية إلى ما يُعرف باسم “كلية O المحوّلة بالإنزيم” (ECO)، وهي عضو يمكن نظريًا التبرع به لأي شخص بغض النظر عن فصيلة دمه.
في الظروف العادية، تتطلب عمليات زراعة الأعضاء توافق فصائل الدم بين المتبرع والمتلقي لتفادي الهجمات المناعية، ويُعد أصحاب فصيلة الدم O، الذين يشكلون أكثر من نصف مرضى قوائم انتظار الزراعة، من أكثر الفئات تضررًا لأنهم لا يمكنهم تلقي أعضاء إلا من متبرعين من الفصيلة نفسها.
اعتمد الباحثون على تقنية تم تطويرها عام 2022، حيث ضخّوا إنزيمات عبر الكلية باستخدام سائل التروية، ما أدى إلى إزالة المستضدات المرتبطة بفصيلة A، ثم تمت زراعة الكلية المعالجة في مريض ميت دماغيًا من فصيلة O، وهو شخص كان سيرفض عادةً كلية من فصيلة A خلال ساعات.
المذهل أن الكلية من نوع ECO عملت بشكل طبيعي لمدة يومين دون ظهور أي علامات رفض مناعي، رغم عدم إعطاء المريض أي أدوية مثبطة للمناعة. وفي اليوم الثالث، بدأت الكلية بإعادة إنتاج بعض مستضدات فصيلة A، ما دفع الجهاز المناعي للتفاعل، وهو أمر كان متوقعًا من قبل الفريق الطبي. ويُعتقد أنه في الحالات السريرية الواقعية، يمكن أن تمنع أدوية رفض الأعضاء التقليدية هذا التفاعل المتأخر.
ورغم أن التجربة كانت مؤقتة، إلا أنها أثبتت أن الكلى المحوّلة إنزيميًا قادرة على اجتياز المرحلة الحرجة الأولى من الزراعة، ما يمنح الأمل في توسيع قاعدة المتبرعين مستقبلًا.