جدل واسع أثاره ترحيل الطبيبة اللبنانية رشا علوية من الولايات المتحدة، رغم امتلاكها تأشيرة سارية، بعد أن قالت وزارة الأمن الداخلي إنها تدعم زعيم حزب الله. ولاقى القرار انتقادات حادة من المجتمع الطبي، حيث اعتُبرت خسارتها ضربة للنظام الصحي في رود آيلاند والمناطق المجاورة.
أعلنتوزارة الأمن الداخلي الأمريكية، يوم الإثنين، أن طبيبة لبنانية تم ترحيلها إلى بيروت رغم امتلاكها تأشيرة دخول صالحة إلى الولايات المتحدة، وأنها قد أقرت علنًا بحضور جنازة زعيم حزب الله حسن نصرالله، فضلاً عن إبداء دعمها له.
وجاء الإعلان عبر بيان رسمي نشرته الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قدّم تفسيرًا محتملاً لقرار الترحيل المثير للجدل بحق الطبيبة رشا علوية، البالغة من العمر 34 عامًا. ووفقًا للبيان، فإن القرار اتُّخذ رغم أمر قضائي فدرالي كان يمنع ترحيلها حتى عقد جلسة استماع.
وأكد محامو الحكومة أن مسؤولي الأمن لم يتلقوا الإخطار القضائي في الوقت المناسب، مما أدى إلى تنفيذ عملية الترحيل قبل صدور القرار الرسمي بوقفها، ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الطبية والقانونية.
صدمة في المجتمع الطبي بعد ترحيل علوية
وقد أثار ترحيل الدكتورة علوية ردود فعل قوية داخل المجتمع الطبي الأمريكي، خاصة في ولاية رود آيلاند، حيث كانت تعمل كطبيبةمتخصصة في زراعة الكلى وتقدم خدماتها في ولايات أخرى مثل ماساتشوستس وكونيتيكت.
وعلّقت زميلة علوية الدكتورة سوزي هو، قائلة إن علوية “واحدة من بين ثلاثة أطباء متخصصين في زراعة الكلى في ولاية رود آيلاند بأكملها، والتي تخدم أيضًا أجزاء من ماساتشوستس وكونيتيكت. وغيابها يشكل ضررًا بالغًا لبرنامجنا، وهو برنامج بالغ الأهمية في توفير الرعاية لمرضى زراعة الكلى.”
من جانبه، أعرب الدكتور دوغلاس شيمين، الذي قام بتوظيف العلوية، عن أسفه العميق لترحيلها، مشيرًا إلى أن خسارتها تمثل ضربة كبيرة للمرضى والنظام الطبي في المنطقة.
وأضاف “إنها طبيبة استثنائية بكل المقاييس، ومعلمة متميزة، وطبيبة سريرية بارعة. غيابُها سيمثل خسارة كبيرة للمرضى الذين نعالجهم في ولايتنا، سواء كانوا يعانون من مرض الكلى المزمن أو خضعوا لزراعة الكلى. كما سيكون غيابها خسارة للمقيمين والمتدربين الذين نقوم بتأهيلهم -من طلاب الطب إلى الأطباء المقيمين والزملاء- لأنها تملك معرفة متخصصة وفريدة لا يمتلكها الجميع. غيابها مؤسف للغاية.”
جدل قانوني وسياسي حول القرار
ويثير ترحيل علوية تساؤلات قانونية وسياسية، خاصة أن القرار جاء رغم وجود أمر قضائي بمنع ترحيلها حتى استكمال الإجراءات القانونية. كما أن توقيت الترحيل، وسط التوترات المتزايدة بشأن سياسات الهجرة والأمن القومي، يضيف أبعادًا جديدة للنقاش حول مدى عدالة هذه الإجراءات ومدى التزام السلطات بتنفيذ الأحكام القضائية.
ومع استمرار التفاعل حول القضية، يسعى المراقبون لمعرفة ما إذا كانت هناك محاولات قانونية لإعادة علوية إلى الولايات المتحدة، أم أن قرار ترحيلها سيبقى نهائيًا، ليترك وراءه تداعيات إنسانية ومهنية في المجتمع الطبي الأمريكي.