في شهادة مؤثرة أعادت إلى الأذهان واحدة من أكثر الحوادث مأساوية في تاريخ الفن، استرجعت الفنانة تحية كاريوكا تفاصيل إنسانية خاصة جمعتها بزميلتها الفنانة الراحلة كاميليا، كاشفة كواليس آخر ليلة قضتها معها قبل رحلتها الجوية التي انتهت بحادث أليم أودى بحياتها، وذلك بالتزامن مع ذكرى ميلاد كاميليا.
وفي حوار نادر، تحدثت تحية كاريوكا عن محاولاتها المتكررة لمنع كاميليا من السفر، مشيرة إلى وجود عقد فني يربطها بالممثل حسين صدقي، والذي كان يرفض سفرها التزامًا ببنود الاتفاق. وأوضحت تحية أن اتصالًا هاتفيًا جاءها في ساعة متأخرة من الليل كان بداية القصة.
وقالت كاريوكا: “كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل عندما رنّ هاتفي، وكان حسين صدقي على الطرف الآخر، قال لي: “متأسف إني أطلبك في الوقت ده، لكن لما تعرفي الموضوع هتعذريني. بيني وبين كاميليا عقد وهي ناوية تسافر وتفوّته، وأنا عارف صداقتك لها، وأرجو إنك تحاولي بكل الطرق تمنعيها من السفر”.
وتابعت تحية: “وبينما كنت أستعد للنوم، فوجئت بكاميليا تفتح الباب، فقلت لها: “إيه اللي جابك دلوقتي؟”، فأجابت: “جيت أسلّم عليك عشان مسافرة بكرة”. حاولت إقناعها قائلة: “إزاي تسافري وبينك وبين حسين صدقي عقد؟ كده تخسري اسمك عند شركات الإنتاج”.
وأضافت تحية أنها ظلت تحاول ثني كاميليا عن قرار السفر طوال الليل، قائلة: “كانت ترفض تمامًا وتقول لي: “أنا مسافرة أتعالج، قلبي بيوجعني والدكتور قال لي كده”. لم ننم حتى الصباح، وكل الوقت وأنا أحاول إقناعها بالعدول عن السفر، وفي النهاية غلبنا النوم، وعندما استيقظت في الحادية عشرة صباحًا وجدت الغرفة خالية”.
واختتمت تحية كاريوكا حديثها بكلمات مؤثرة عن شخصية كاميليا ونظرتها للحياة، قائلة: “سافرت كاميليا وماتت. كانت دائمًا تقلل من جمالها وتقول: “جمال إيه وحلاوة إيه”، لكنها حين تنظر في المرآة كانت تبتسم وتقول: “أنا حلوة يا تحية ومبخافش من حاجة”.
وأضافت: “سألتها مرة: “فاكرة لما يبقى عمرك ميت سنة شكلك هيبقى إيه؟”، فضحكت وقالت: “ما أظنش يا تحية أوصل للأربعين.. كل اللي أتمناه أموت وأنا جميلة”، وبالفعل… ماتت كاميليا بجمالها”.
