تُقام اليوم في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان مراسم تاريخية لإعلان قداسة المطران الأرمني إغناطيوس شكرالله مالويان، الذي استُشهد عام 1915 على يد السلطات العثمانية خلال المجازر الأرمنية، ليصبح رسميًا قديسًا في الكنيسة الكاثوليكية.
ويترأس البابا لاوون الرابع عشر هذا القداس التاريخي الذي يتزامن مع اليوم العالمي للإرساليات، وسط حضور حشود من المؤمنين من مختلف دول العالم، لا سيّما من أبناء الجالية الأرمنية الكاثوليكية الذين يعتبرون هذا الحدث اعترافًا ببطولة رجل دين وقف في وجه الاضطهاد والموت، متمسكًا بإيمانه حتى الاستشهاد.
وسيُدرج اسم إغناطيوس مالويان، رئيس أساقفة مدينة ماردين السابق، في سجل القديسين، تقديرًا لحياته الفاضلة وشهادته التي شكّلت رمزًا للصمود الروحي في وجه العنف الطائفي والإبادة.
كما سيُقام قداس احتفالي في دير سيدة بزمار، حيث أقام المطران الشهيد إغناطيوس مالويان، وذلك بمناسبة إعلان قداسته.
إلى جانب إغناطيوس مالويان، سيتم اليوم إعلان قداسة ستة طوباويين آخرين من خلفيات وثقافات مختلفة، جميعهم تركوا أثرًا عميقًا في ميادين الإيمان، والخدمة، والتضحية، وهم:
- بيتر تو روت – معلّم ديني علماني من بابوا غينيا الجديدة، استُشهد خلال الاحتلال الياباني في الحرب العالمية الثانية.
- خوسيه غريغوريو هيرنانديز سيسنيروس – طبيب فنزويلي وُصف بـ”طبيب الفقراء”، تُوفي عام 1919.
- ماريا كارمن إيلينا رينديلس مارتينيز – راهبة فنزويلية وُلدت بدون ذراعها اليسرى، وتُصبح اليوم أول قديسة فنزويلية.
- فينشينزا ماريا بولوني – مؤسسة “معهد راهبات الرحمة” في إيطاليا، لخدمة المرضى في المستشفيات.
- ماريا ترونكاتي – راهبة إيطالية كرّست حياتها لخدمة الشعوب الأصلية في الإكوادور.
- بارتولو لونغو– محامٍ إيطالي وكاهن سابق لطائفة شيطانية، عاد إلى الإيمان وأسس مزار سيدة الوردية في بومبي.
تُعد هذه ثاني مراسم إعلان قداسة يُجريها البابا لاوون الرابع عشر منذ تولّيه السدة البطرسية في أيار/ مايو الماضي.
يذكر أن إغناطيوس مالويان ولد باسم شكرالله ملكون في 15 نيسان/ أبريل 1869 في مدينة ماردين (حالياً في تركيا)، وبرز منذ صغره بتعلّقه بالإيمان والكنيسة. في عمر 14 عامًا، التحق بدير الأرمن الكاثوليك في بزمار، لبنان، حيث تلقى تعليمه في الفلسفة واللاهوت، وتعلّم خمس لغات إلى جانب الأرمنية: العربية، التركية، الفرنسية، الإنجليزية، والإيطالية.
رُسم كاهنًا عام 1896 تحت اسم “إغناطيوس”، وخدم في عدة مدن منها القاهرة والإسكندرية والقسطنطينية، قبل أن يُعيّن أسقفًا على ماردين عام 1911.
خلال الإبادة الأرمنية (المتس يغرن) عام 1915، وقف إلى جانب شعبه مدافعًا عن إيمانه ورافضًا التخلي عنه رغم التهديدات والتعذيب. تم اعتقاله في 3 يونيو 1915، وتم تعذيبه بشدة، ثم أُعدم في 11 يونيو 1915 مع مئات من الكهنة والمؤمنين، رافضًا اعتناق الإسلام حتى آخر لحظة.
أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباويًا وشهيدًا عام 2001، وتمت الموافقة على قداسته من قبل البابا فرنسيس في عام 2025.