هل شعرت يومًا بالغضب الشديد عند سماع صوت المضغ؟ قد نكون اقتربنا من فهم السبب.
يعاني المصابون بـ”الميسوفونيا”، وهي حالة تتمثل في ردود فعل عاطفية شديدة تجاه أصوات معينة مثل مضغ الطعام أو النقر بالقلم — من صعوبة في مهارة معرفية أساسية: القدرة على التبديل بين المهام العاطفية وغير العاطفية.
دراسة حديثة أجريت على 140 بالغًا، اختبرت هذه الفكرة من خلال مهام تتعلق بالذاكرة والحكم العاطفي، باستخدام صور بدلًا من الأصوات.
وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين يعانون من أعراض ميسوفونيا أشد، واجهوا صعوبة أكبر في الانتقال بين تقييمات الذاكرة والتقييمات العاطفية، مما يشير إلى ضعف في “المرونة العاطفية”، أي القدرة على التبديل بين الحالات الذهنية العاطفية والمحايدة بشكل تكيفي.
كما تبين أن من يعانون من أعراض ميسوفونيا أكثر حدة، لديهم ميل أكبر إلى “الاجترار الفكري”، أي تكرار التفكير في الأفكار السلبية، سواء كانت مرتبطة بالميسوفونيا أو لا. هذا يكشف عن علاقة أوسع بين الحالة وصعوبة في معالجة المشاعر، وليس مجرد استجابة مزعجة للأصوات.
ورغم أن الدراسة لا تثبت وجود علاقة سببية، إلا أنها تساهم في تعزيز الأدلة المتزايدة على أن الميسوفونيا قد تكون مرتبطة بكيفية تعامل الدماغ مع المعلومات العاطفية، ما يفتح آفاقًا جديدة للتشخيص والعلاج. ومع أن البحث في هذا المجال لا يزال في مراحله المبكرة، فإن فهم هذه الروابط المعرفية قد يكون مفتاحًا لتحسين جودة حياة المصابين.