أطلق فيلم “سوبرمان” حقبة جديدة لاستوديوهات دي سي تحت عنوان “الفصل الأول: الآلهة والوحوش”، حيث لاقى الفيلم تجاوبًا واسعًا من الجمهور حول العالم.
الفيلم، من إخراج جيمس غن، عُرض الأسبوع الماضي وحقق حتى الآن إيرادات بلغت 217 مليون دولار عالميًا، منها 122 مليون دولار في السوق الأمريكية والكندية، وهو أداء مشجع لاستوديو وارنر بروس الذي واجه نتائج مخيبة في بعض أفلامه السابقة المبنية على قصص دي سي المصورة.
وفي خطوة لافتة، شارك البيت الأبيض الحدث بطريقة غير معتادة من خلال نشر صورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو في دور “الرجل الفولاذي”، مما أثار تفاعلات وتعليقات متعددة بين الجمهور والمتابعين.
الصورة التي نشرها البيت الأبيض كانت مرفقة بتعليق: “رمز الأمل. الحقيقة. العدالة. الطريقة الأمريكية. سوبرمان ترامب”.
وتُعد شخصية سوبرمان رمزًا أمريكيًا أصيلًا، وقد أثار التمثيل الجديد لها في الفيلم الأخير ردود فعل متباينة بين بعض المعلقين اليمينيين في الولايات المتحدة، لا سيما بسبب التشابهات الجيوسياسية مع الواقع الراهن إذ وصف بعضهم الفيلم بأنه “مستيقظ” بعد أن قدم المخرج جيمس غن البطل الخارق القادم من كريبتون كمهاجر.
وفي مراجعتنا للفيلم، أشرنا إلى أن المخرج جيمس غن اعتمد نهجًا جريئًا في توقيت حساس. فهو يدرك أن الجمهور أصبح متعبًا من تكرار قصص الأبطال الخارقين، لذلك قدّم نسخة أكثر إنعاشًا ومتعة، دون أن يتجنب التطرق إلى تشابهات واضحة مع أحداث العالم الحقيقي.
ورغم أن أفلام سوبرمان كثيرًا ما تناولت قضايا واقعية، فإن هذا الفيلم يدمج بين عدة موضوعات حساسة، مثل معاداة الأجانب، وثقافة الإلغاء المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إشارات غير مباشرة إلى صراعات كبرى مثل الغزو الروسي لأوكرانيا والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
هذا التوجه أثار انتقادات من بعض الأصوات المحافظة التي اتهمت الفيلم بأنه “من تيار “woke” الأمريكي ويعني مناهضة الظلم والتمييز. لكن في الحقيقة، هذا ما كان عليه سوبرمان دائمًا: مهاجر من كوكب آخر، يُجسد القيم الإنسانية العليا، ويقاتل من أجل العدالة والطيبة في عالم معقد.
اقرأ المراجعة الكاملة هنا.
وقد التقط العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مفارقة صارخة في تصوير ترامب على أنه الرجل الأزرق الكبير، بالنظر إلى أجندة إدارة الرئيس المناهضة للهجرة، والتي أدت إلى احتجاجات واسعة على مداهمات إدارة الهجرة والجمارك هذا العام.
و”سوبرمان” كان مهاجرًا غير شرعي نشأ في مزرعة أمريكية وبطلًا من كتاب هزلي. أما ترامب فهو نقيض سوبرمان تماماً، سوبرمان خارق”، بينما ردد المكتب الصحفي لحاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم تعليق غان بنشره “سوبرمان كان مهاجرًا دون وثائق”
وتراوحت ردود الفعل الأخرى بين الإحراج واليأس:
“أعتقد أنهم اعتقدوا أننا لم نكن أضحوكة بما فيه الكفاية لبقية العالم بالفعل.”
وحث مستخدم إكس آخر جيمس غن على مقاضاة البيت الأبيض…
ونشر أحدهم ميم آخر يلمح إلى أن ما يعادل ترامب لكعب أخيل سوبرمان، أي الكريبتونايت المتوهج، هو ملفات إبشتاين.
وتصاعدت ردود الفعل حول ما وصف بـ”الوضع الطبيعي الجديد”، حيث غرّد مهدي حسن، رئيس التحرير والرئيس التنفيذي لشركة زيتيو، قائلاً: “تخيلوا رد الفعل لو نشر البيت الأبيض في عهد بايدن شيئًا مماثلًا، لكن ترامب يُعامل على أنه حالة استثنائية، وأصبح هذا الجنون أمرًا معتادًا.”
وليست هذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها الحساب الرسمي للبيت الأبيض ميمات أو صورًا لترامب تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي.
ففي وقت سابق من هذا العام، واحتفالاً بيوم حرب النجوم (4 مايو)، نشر الحساب صورة لترامب على هيئة جيدي مقلد.
وانتشرت الصورة على نطاق واسع، وأشار الكثيرون أيضًا إلى مفارقة واضحة في المنشور: فقد كان ترامب يحمل سيفًا ضوئيًا أحمر، وهو عنصر يمكن حتى لأكثر محبي حرب النجوم العاديين أن يتعرفوا عليه باعتباره اللون المختار لأسياد السيث الأشرار – وليس الجيدي الطيبين.
وشارك ترامب أيضًا صورة أخرى هذا العام أثارت الكثير من الانتقادات: صورة له كالبابا، نُشرت بعد أن صرح مازحًا أنه يجب أن يخلف البابا فرانسيس الراحل.
وأعاد الجمهوريون المعارضون لترامب نشر الصورة على موقع X، حيث وصفوها بأنها “إهانة صارخة للكاثوليك وسخرية من عقيدتهم”، بينما كتب رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي على موقع X: “هذه صورة تسيء للمؤمنين وتهين المؤسسات، وتُظهر أن زعيم اليمين العالمي يستمتع بكونه مهرجًا. في الوقت ذاته، يواجه الاقتصاد الأمريكي خطر الركود ويفقد الدولار قيمته.”