هي نجمة برنامج “ستوديو الفن”، تميزت بصوتها الرائع الذي أطربنا، وأدائها المحترف وإحساسها المرهف وحضورها الآسر.
عرفتها منذ أن كان عمري ١٤ عاماً، حين كنت أقدم برنامج الأطفال عبر الإذاعة، وأذيع أغنيات أختارها من برنامج “حلم الطفولة” التلفزيوني، للكاتبة والمخرجة والصحافية الراحلة جنفياف عطا الله، وكان من بين هذه الأغنيات، أغنية “يا مزهرية”، التي تقول كلماتها:
“يا مزهرية يا أحلى هدية،
هدية من بَيِّ اللي غالي عليِّ”،
وكنت أقرأ على الهواء إسم الفنانة التي تغنيها، وهي مها بيلوني، الفتاة الصغيرة سناً في ذلك الوقت، وصاحبة الموهبة الكبيرة.
ومرت السنين، وإستمريت في العمل الإذاعي، إلى أن أدركت أن مها بيلوني، أصبحت لاحقاً مها الريم، التي اشتركت في برنامج “ستوديو الفن”، ونالت الميدالية الذهبية، وأطلقت العديد من الأغنيات التي حققت نجاحاً كبيراً، أذكر منها: “يللي بتفهم في الهوى”، “إنت حبي الأول”، “علمتني النسيان”، “ما تستغربش” و”موعودة”.
في عام 2008، ومع إطلاقها ألبوم “بعدو الهوى”، دعوت مها لتكون ضيفة برنامجي عبر إذاعة لبنان، وأحضرت معي إلى الستوديو كاسيت “حلم الطفولة”، الذي يتضمن أغنية “يا مزهرية”. فرحت مها حينها كثيراً، وأخذت الكاسيت ليبقى معها ذكرى مني، وكانت المقابلة أكثر من رائعة، إذ فتحت مها قلبها لي ولكل المستمعين، الذين تهافتوا على التواصل معها مباشرة على الهواء. فرحت مها بمحبة الناس، ووضعت لقبها “مطربة القصور” جانباً، وقالت إنها “مطربة الشعب”، وأظهرت لنا محبتها الكبيرة وتواضعها، وأجابت عن كل أسئلة المستمعين، وكشفت لنا أسراراً كثيرة.
أغنيات مها رافقتني في كل الإذاعات التي عملت فيها، على مدى سنين طويلة، وكنت أتشوق دائماً للقائها من جديد، هي التي غابت عن الأضواء بعد إطلاقها ألبوم “بعدو الهوى”، وكانت غابت قبلها لسنوات أيضاً بسبب زواجها وإهتمامها بأسرتها الصغيرة.
إلتقيت الفنانة مها الريم مجدداً، وذلك في حفل تكريم خالها الشاعر الدكتور ميشال جحا، الذي أقيم مؤخراً في قصر الأونيسكو. منذ دخولي إلى المسرح، كنت أراقب المقاعد لأرى أين تجلس مها، فهذه كانت فرصة نادرة للقائها مجدداً، إلى أن إنتهى الحفل، ووجدت مها، فاعترضت طريقها، لأعبر لها عن محبتي وتقديري، وإسترجعت معها أغنياتها التي حققت نجاحاً كبيراً. فرحت مها بلقائي كما فرحت بلقائها، وعبرت لها عن شوقي وشوق كل محبيها إلى رؤيتها مجدداً على الساحة الفنية، فعلقت قائلة: “لا زلت أحب الغناء، وأنا مطالبة كثيراً بالعودة إلى الساحة الفنية، وهناك جيل جديد لا يعرفني”.
وسألتها إن كانت ستلبي طلب محبيها الكثيرين، وتعود إلى الساحة الفنية، فقالت: “الآن أصبح لدي الوقت لأهتم بفني من جديد، العودة إلى الساحة الفنية صعبة بعد الغياب، ولكني قررت العودة”.
وعن الأغنيات التي سنترقبها منها مع عودتها، قالت: “هناك قصيدة بالفصحى كتبها خالي الدكتور ميشال جحا، منذ حوالى الـ 20 عاماً، ستكون أغنية جميلة جداً، وهناك أغنية وطنية أكثر من رائعة من كلمات خالي ميشال أيضا”.
من موقع “الفن” نبارك للوسط الفني ولأهل الصحافة والإعلام، ولكل محبي الفن الأصيل، بعودة فنانة راقية، ستشرق من جديد بصوتها الفريد.