أظهرت دراسة حديثة أن تقليل وقت مشاهدة التلفاز واستبداله بأنشطة بديلة يمكن أن يساهم في خفض خطر الإصابة بالاكتئاب، لا سيما لدى البالغين في منتصف العمر، بينما كانت الفوائد أقل وضوحاً عند الشباب وكبار السن.
البحث الذي قادته روزا بالازويلوس-غونزاليس من جامعة غرونينغن، ركّز على كيفية تأثير إعادة تخصيص الوقت المخصص لمشاهدة التلفزيون إلى أنشطة أكثر فاعلية، في حين أن معظم الدراسات السابقة اقتصرت على رصد علاقة نمط الحياة الخامل بالاكتئاب، وكشفت النتائج أن تقليل المشاهدة ساعة واحدة يومياً يخفّض احتمالية الإصابة بالاكتئاب بنسبة 11%، بينما يؤدي استبدال 90 دقيقة بانخفاض قدره 25.9%، أما 120 دقيقة فترتبط بانخفاض يصل إلى 43%. وتبرز الاستفادة الأكبر عند فئة منتصف العمر، حيث سجّلت إعادة تخصيص ساعة واحدة لانشطة أخرى انخفاضاً في احتمال الإصابة بالاكتئاب بنسبة 18.7%، و29% عند 90 دقيقة، و43% عند 120 دقيقة.
الدراسة أوضحت أيضاً أن الأنشطة البديلة كان لها أثر متباين: فالرياضة مثلاً ارتبطت بانخفاض خطر الاكتئاب بنسبة 18% حتى عند تخصيص نصف ساعة فقط، بينما ساهمت الأنشطة البدنية في العمل أو الدراسة في تقليل الخطر بنسبة 10.2%، والتنقل أو الترفيه بنسبة 8%، والنوم بنسبة 9%. في المقابل، فإن تخصيص 30 دقيقة إضافية للأعمال المنزلية لم يُظهر تأثيراً يُذكر، ويشير الباحثون إلى أن النشاط البدني، وبالأخص ممارسة الرياضة، يظل الأكثر فاعلية في تعزيز الصحة النفسية، وأن تقليص الاعتماد على مشاهدة التلفاز قد يشكّل وسيلة وقائية مهمة من الاكتئاب، خصوصاً عند الفئة العمرية المتوسطة.